بالرغم من كل الكتابات الإعلامية التي تحدثت عن استفحال ظاهرة تهريب المحروقات من الأقليم الصحراوية إلى بعض الأقاليم التي لاتستفيد من دعم البنزين، إلا أن هذا النشاط لايزال مستمرا، وأمام أعين السلطات الأمنية والجمركية، فقوافل شاحنات وسيارات التهريب تجوب طرقات الأقاليم الجنوبية نهارا جهارا.
وذهبت مصادر مطلعة إلى كون هذا النشاط غير القانوني تستفيد من ريعه جهات نافذة تؤمن الحماية لتجار التهريب، فبالرغم من كثرة الجواجز الأمنية والسدود القضائية فإن المحروقات المهربة تغزو الأسواق بأقاليم طانطان، وكلميم، ومناطق باشتوكة، وتزنيت، وتارودانت.
لكن وفي إطار المستجدات الراهنة المرتبطة بالاستنفار الرسمي للأجهزة المختصة بالمغرب في محاربة تجارة المخدرات وخصوصا الصلبة والتصدي لمظاهر الإرهاب الذي تعرفه مناطق متعددة من دول الصحراء والساحل، يبقى النشاط المحمي لتهريب المحروقات خطرا قائما على الأمن، إذ من السهولة بمكان تسخير سيارات وشاحنات تهريب المحروقات لأنشطة خطيرة أخرى من قبيل تهريب الأسلحة والكوكايين وغيرهما.
وبحسب مصدر مطلع فأن الظرفية الحالية لم تعد تسمح بالتستر على هذه الأنشطة غير المشروعة، مضيفا أنه حان الأوان لوقف هذه الظاهرة ومحاصرة تداعياتها ومتابعة المتساهلين تجارا ومسؤولين الذين يوفرون الحماية والتغطية على مثل هذه الأنشطة.