خارج الحدود | هام

دبي .. واحة للفرص وبوتقة لتناغم ثقافي فريد وسط الصحراء

تجتمع كل صفات ومميزات التفوق لوصف دبي، فهي لؤلؤة الشرق الأوسط، مدينة جد حديثة، مركز مالي وإعلامي، ووجهة سياحية بامتياز، ولها من الدينامية ما لا يضاهى، هذه المدينة التي انبثقت من قلب الصحراء متم القرن الماضي، تمثل اليوم مفخرة للإمارات العربية المتحدة وللمنطقة بأسرها.

فبمجرد الوصول إلى دبي، سواء كان الزائر قادما إليها في رحلة سياحة أو عمل، سرعان ما يلفت انتباهه التنوع الثقافي والعرقي واللغوي للساكنة، وبالأخص الطابع العصري والحداثي لبنياتها التحتية التي لا تفرق في شيء عن المدن الكبرى العالمية الأكثر تطورا كنيويورك ولندن وطوكيو.

ب”القرية الإيرلندية”، التي توجد بالقرب من مطار دبي الفخم، بالكاد يصدق الزائر أنه في قلب الشرق الأوسط . فالفضاءات الخارجية للمقاهي المصممة على الطراز الأمريكي، وأيضا المقاهي والملاهي على الطراز الإيرلندي، حيث يسترخي زبناء معظمهم غربيون، أتت غالبيتهم لمتابعة مباراة أو اثنتين لكرة المضرب لكبار اللاعبين في العالم ب”مركز كرة المضرب المفتوح بمنطقة دبي الحرة”.

وبعيدا عن هذا المكان، ب”مرفأ دبي” أو “وسط المدينة”، تطل على المدينة من عل عشرات من ناطحات السحاب، فيما تعطي شبكة الطرق المتطورة والفنادق الفاخرة المحيطة بها الانطباع للزائر بأنه في قلب منهاتن أو شانغاي، ولا يتفطن إلى حقيقةº أنه في دبي مقاييس التطور والفخامة تصل إلى أبعد مداها، إلا عندما يطالعه “برج خليفة” الشاهق العلو بل الأعلى في العالم (830 متر).

ويتأكد هذا الانطباع لدى الزائر حين يلج “دبي مول” الضخم، أحد أكبر المراكز التجارية في العالم الحاضن لمئات العلامات التجارية الدولية من خلال حوالي 1200 محل ومتجر.

وفي هذا الصدد، قالت عائشة وهي شابة مغربية مقيمة منذ أزيد من ست سنوات بالإمارات “نجد كل شيء هنا. فدبي مدينة فريدة من نوعها بمنطقة الشرق الأوسط”.

وبالنسبة لهذه الطاهية المعتمدة بأحد الفنادق الفخمة، فإن دبي فضلا عن حداثتها وتطورها، توفر لساكنتها “رفاهية وأمنا وجودة عيش يصعب إيجادها في مكان آخر بالمنطقة”، موضحة أن”الجانب السلبي الوحيد يكمن في درجات الحرارة المفرطة والرطوبة الخانقة خلال فصل الصيف الطويل”.

تعد دبي أيضا وجهة سياحية رئيسية تجذب كل سنة ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، وهي تستمد قوتها أيضا من التنوع الثقافي واللغوي للساكنة، فهي بوتقة حقيقية تضم كفاءات ومواهب مؤهلة في جميع القطاعات، خاصة مجالات المالية والتجارة والخدمات.

وبالنسبة لمحمود الرفاعي، وهو مصرفي شاب سوري تحول إلى العمل في الصحافة المالية بدبي، فإن هذه المدينة ذات 2,5 مليون من السكان، تواصل جذب المهاجرين الأجانب بفضل جودة الحياة، وخصوصا، لما تتمتع به من حكامة جيدة وما توفره من إنصاف وتكافؤ فرص بالنسبة للجميع.

ووسط كل هذه الإيجابيات يظل ما تعتمده وتمثله من نموذج اقتصادي ومالي مصدر قوتها وتقدمها. لأن دولة الإمارات العربية المتحدة وعت مبكرا ومن زمن بعيد أهمية تنويع اقتصادها والعمل على تجاوز المخاطر المحتملة لاقتصاد يعتمد فقط على العائدات النفطية.

وفي هذا الصدد، أوضح كريستوف روزنبرغ، الخبير الاقتصادي ونائب مدير بمصلحة الاتصال بصندوق النقد الدولي أن “الإمارات العربية المتحدة ودبي، على الخصوص، أحرزت تقدما كبيرا في ما يخص تنويع اقتصادها”.

وأوضح بمناسبة تنظيم دورة تكوينية في الصحافة الاقتصادية والمالية من قبل صندوق النقد الدولي مؤخرا بدبي أنها ” تمثل بذلك نموذجا يحتذى به بالنسبة للعديد من دول المنطقة” خاصة “في هذه الفترة التي تتميز بتراجع أسعار النفط العالمية والضغط الذي تتسبب فيه للمالية العامة للدول المصدرة”.

وتبرز أهمية هذا النموذج الاقتصادي من خلال الزيارة التي قامت بها المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في شهر فبراير الماضي لدبي، وهي أول زيارة لها إلى الخارج بعد تجديد ولايتها على رأس هذه المؤسسة الدولية لولاية ثانية لمدة 5 سنوات.

وبهذه المناسبة، نوهت السيدة لاغارد، في حديث للصحفية الإماراتية “دو ناشينال”، ب”أداء الاقتصاد الإماراتي الذي كان ممتازا على مدار العقد الماضي، حيث وسعت الإمارات نطاق قطاع الخدمات ونوعت نشاطها الاقتصادي ووجهت استثمارات كبيرة إلى البنيات التحتية والسياحة والقطاع المالي”.

لتخلص إلى أن “الإمارات أصبحت بالتأكيد واحة للفرص في المنطقة ومقصدا مفضلا لشباب العالم العربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *