آخر ساعة

إلى أين يسير الوضع داخل مخيمات تندوف ؟

لعل المتتبع للوضع السائد حاليا في مخيمات تندوف سيرى مدى الارتباك والتخبط الذي تعيشه جبهة البوليساريو بعد سلسلة الإخفاقات التي تعرضت لها مؤخرا، والتي آخرها هو سحب جمهورية سورينام يوم 10 مارس الحالي الاعتراف بها،هذا الوضع أدى إلى الإعلان عن حالة من الاستنفار داخل المخيمات.

 

جبهة البوليساريو تحاول الحفاظ على ماء الوجه نتيجة توالي الإخفاقات، حيث عملت إلى توفير بعض الضروريات لمحتجزي المخيمات قصد التخفيف من معاناتهم، كما أصدرت أوامرها إلى تمثيليتها في كوبا قصد إرجاع حوالي 80 في المائة من الطلبة الذين يدرسون يهدا البلد والمقدر عددهم بأزيد من 4000 طالب، كما عمدت قيادة البوليساريو إلى تكثيف التداريب العسكرية تحت إشراف محمد عبد العزيز شخصيا، الذي قام رفقة جنرالات الدرك والجيش الجزائريين بزيارة إلى بعض ما يطلق عليها الثكنات العسكرية لإعطاء انطلاقة ما يسمى بعملية الدعم النفسي للجنود، وأمر في هذا الإطار باستغلال العطل لتلقين الأطفال المتمدرسين مبادئ حمل السلاح، إضافة إلى تخصيص دروس نظرية وتطبيقية للأطفال الذين سيغادرون تندوف في اتجاه إسبانيا لقضاء عطلهم السنوية لدى بعض العائلات اﻹسبانية، حيث يبقى الهدف من ذلك هو استغلال هؤلاء في استدرار عطف اﻹسبان.

 

عبد العزيز المراكشي أصدر كذلك تعليماته بتقليص رخص مغادرة المخيمات وحصرها في حدود الترخيصات الضرورية، وهذه العملية تشوبها المحسوبية والزبونية و يتمظهر هذا من خلال استفادة المحسوبين على قيادة الجبهة دون سواهم في الحق في الدخول والخروج من المخيمات كما يشاءون دون حسيب أو رقيب، عكس باقي سكان المخيمات المعارضين لسياسة محمد عبد العزيز من “شباب التغيير” و الذين يتعرضون لمختلف أنواع اﻹهانات قبل أن تعطى لهم رخص مغادرة المخيمات خوفا من مغادرة المخيمات في اتجاه المغرب .

 

كل هذه المناورات التي تقوم بها البوليساريو الهدف منها هو محاولة التستر على الفشل الذريع لقيادة الجبهة والانقسامات بين أعضاء قيادة البوليساريو الذي حاول كل واحد منهم التنصل من مسؤوليته إضافة إلى تراجع الاعتراف بهذا الكيان الوهمي الذي لم ينجح في تمرير هذه المخططات لسكان المخيمات التي يستخف بذكائها حيت تحاول تعبئته كما تشاء ووفق ما تقتضيه مصلحته غير أن الكل قد فطن إلى اكاذيب القيادة الهلامية والتواءاتها مما أدى إلى فرار جماعي لفئة الشباب الذي سئم من الانتظار إلى ما لا نهاية له في الوقت الذي ينعم فيه أبناء وأقارب قيادي البوليساريو بمختلف متطلبات الحياة وأبناء المخيمات البسطاء بقوا على نفس الوضع لمدة أربعين سنة بحيث إن الظروف السائدة الحالية في تندوف تنذر ببوادر ثورة شعبية في المستقبل ستؤدي إلى انحلال هدا الكيان الوهمي الذي يشكل خطرا على المناطق المغاربية و الجنوب افريقية و حتى الأوروبية كونه يأوي منظمات إرهابية خطيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *