آخر ساعة

لماذا تحولت البوليساريو من جبهة انفصالية إلى جماعة إرهابية؟

يعتبر الخطر الإرهابي الذي يضرب منطقة الساحل و الصحراء، و يهدد الكثير من الدول مثل مالي و موريتانيا والمغرب، لدى المحللين خطر تجاوز مستوى التهديد؛ إلى مستوى تنفيذ عمليات هجومية على دول ذات سيادة؛ بالإضافة إلى اختطاف الرهائن الأوربيين؛ للحصول على الأموال قصد تمويل العمليات الإرهابية، وفي هدا السياق فإن ذات المحللين يعتبرون جبهة البوليساريو المحرك الحقيقي للكثير من العمليات الإرهابية، ما يعد توجيها لعدة رسائل؛ سواء للمغرب أو للدول الداعمة لطرح المملكة في قضية الصحراء .

لقد توصل الرأي العام الدولي بعد العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في عين امناس ودول الساحل والصحراء؛ إلى قناعة راسخة حول تدخل جبهة البوليساريو في توجيه العمليات الإرهابية؛ لخدمة أطروحتها الانفصالية. و إذا كان المركز الأوربي للدراسات الإستراتيجية و الأمنية؛ قد وصل إلى  هذه الحقيقة مبكرا؛ فإن معهد ”هادسون” للتحليل السياسي و العسكري؛ قد وصل نفسه إلى الحقيقة نفسها؛ التي طالما ظلت خفية؛ نتيجة الرشاوى الضخمة للبترودولار الجزائري؛ و التي اشترت صمت الكثير من المعاهد والمراكز في أوربا و أمريكا؛ كي لا تكشف عن خلطاتها السحرية؛ و تتحول ادعاءاتها المزورة حول حق الشعوب في تقرير مصيرها؛ إلى دعم مفضوح للعمل الإرهابي في منطقة الساحل  الصحراء .

 

 

 
السؤال المطروح حاليا هو هل ستكون البوليساريو؛ تنظيم القاعدة القادم بعد ان انكشف تعاملها مع هذه الأخيرة في حادثة عين امناس، وهذا ما تؤكده المكالمات الهاتفية التي جرت مابين المسؤولين العسكريين في الجزائر وأعضاء عناصر البوليساريو وكتيبة المختار بلمختار التي نفذت الهجوم على ذلك الموقع والتي كشف عنها الموقع الالكتروني ويكيلكس؟
جوابا عن هذا السؤال إن البوليساريو باعتبارها مجموعة انفصالية؛ تجمعها علاقات مع تنظيم القاعدة فهي تغض الطرف عن تجنيد الإرهابيين في معسكراتها.
وعبر تورطها المفضوح في تنشيط العمل الإرهابي؛مما جعلها تشكل تحديا كبيرا لأوروبا وشمال أفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية. لأنها حولت المخيمات إلى مكان لتجنيد المحتجزين من طرف البوليساريو و تحويلهم إلى مهربي مخدرات و متشددين إسلاميين تستعملهم في عملياتها الإرهابية في منطقة الصحراء والساحل. وهناك مؤشرات دالة على هذا الخطر الذي أصبحت تشكله الجبهة؛ في علاقتها بالجماعات المتطرفة؛ كاختطاف أكثر من اثني عشر من الأوروبيين نتيجة للوجود المتزايد؛ لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء تحت اسم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و الذي يهدد بنسف الاستقرار في الدول المجاورة كموريتانيا مالي والنيجر، وبالتالي تحويل منطقة الصحراء إلى  أفغانستان، ما من شأنه ان يجعل آفاق أوروبا وشمال أفريقيا وأمريكا قاتمة.

 

 

ونتيجة لتزايد انتشار ظاهرة الإرهاب في صفوف البوليساريو، فقد ظلت بعض الدول تشتكي من هذه الظاهرة مشيرين إلى أن هؤلاء جعلوا شمال أفريقيا والصحراء خط إمداد جديد مربح لبارونات المخدرات؛ و هذا ما تؤكده العلاقة الوثيقة بين الإرهاب و تهريب السلاح و المخدرات؛ هذه العلاقة التي سبق للمركز الأوربي للدراسات الإستراتيجية و الأمنية؛ أن كشف عنها مبكرا؛ و خصوصا عندما وقف على حقيقة؛ أن تمويل الأنشطة الإرهابية؛ يمر عبر التهريب بجميع أنواعه .
إن العلاقة بين البوليساريو والإرهابيين تميط اللثام عن الأخطار الإرهابية التي تواجه المنطقة؛ نظرا للعلاقة الحاصلة بين التطرف السلفي؛ و بين الأطروحة الانفصالية؛ التي تغذي و تتغذى على هذا الوضع؛ لإدامة الصراع أكثر؛ من خلال خلق وضع جديد؛ يبدو أن البوليساريو؛ ستستغله في أقرب الأوقات لتغيير خياراتها الإيديولوجية… من جبهة انفصالية يسارية إلى جماعة سلفية متطرفة؛ و هذا انقلاب يظهر في الأفق، مرده الانتكاسات المتكررة التي تعيشها الجبهة الانفصالية، لأن أحلام قيادتها تتحطم يوما بعد يوم على صخرة الواقع المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *