متابعات | هام

مراسلون بلاحدود: فلندا الأولى والمغرب يتراجع إلى الصف 131

تصدرت تونس لأول مرة المرتبة الأولى لحرية الصحافة في العالم العربي، واحتلت المركز 96 في التصنيف العالمي لمراسلون بلا حدود الذي نُشر الأربعاء 20 أبريل 2016، فيما تراجعت مصر إلى المركز 159، وسط تدهور ملحوظ لحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم خاصة في القارة الأميركية.

وبحسب المنظمة الدولية فإن تونس تقدّمت بـ30 درجة خلال عام، بعد أن كانت تحتل المرتبة 126 في 2015، و133 في 2012.

 

أكبر سجن للصحفيين

 

وقالت “مراسلون بلا حدود” على موقعها الرسمي إنه بالرغم من المشهد الإعلامي الذي يشهد رواجاً كبيراً في مصر إلا أنه “يأتي في سياق أمني يطغى عليه التوتر، ويجد الصحفيون أنفسهم أمام نظام يقمع الأصوات الناقدة تحت ذريعة الاستقرار والأمن القومي”.

ووصفت المنظمة مصر بأنها من أكبر السجون بالنسبة للصحفيين على الصعيد العالمي، بسبب استمرارها في اعتقال أكثر من 20 إعلامياً “بذرائع زائفة”.

وأكدت “مراسلون بلا حدود” أنه بمجرد انتقاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أو حكومته فإن ذلك قد يكون “مصدر ضغط متواصل على الصحفيين، أو سبباً لطردهم من عملهم، بل وقد يؤدي بهم إلى السجن أيضاً”.

 

الصحافة في تونس

 

مسؤولة مكتب شمال إفريقيا في منظمة مراسلون بلا حدود، ياسمين كاشا، قالت خلال ندوة صحفيّة بالعاصمة تونس: “لاحظنا في 2015 تقلّص عدد الانتهاكات الموجّهة ضد الصحفيين في تونس رّغم تواصل العنف المسلط من طرف الأمنيين عليهم”.

وأضافت المسؤولة بالمنظمة أن “تطور تونس يجب أن يشجع السلطات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني على مواصلة جهودهم التي يبذلُونها من أجل إصلاح قطاع الإعلام، فالتحديات تبقى عديدة وأولها قيام صحافة مستقلّة حقًا في وجه سلطتي المال والسياسة”.

 

تدهور حرية الصحافة

 

وتعليقاً على تراجع وضع حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم بصورة عامة، قال الأمين العام للمنظمة، كريستوف دولوار، لوكالة الأنباء الفرنسية إن “جميع مؤشرات التصنيف تشهد على تدهور. ثمة سلطات عامة عديدة تحاول استعادة السيطرة على بلدانها، خشية حصول انفتاح كبير في النقاش العام”.

ويرى دولوار أن التقنيات الجديدة أتاحت للسلطات سهولة متزايدة في التوجه مباشرة إلى الجمهور، ما أدى إلى عنف أكبر تجاه كل الذين يمثلون الإعلام المستقل.

وإذا كان وضع الصحافة تدهور في كل المناطق الجغرافية، فإن القارة الأميركية شهدت أكبر تراجع في مجال حرية الصحافة، لاسيما مع عمليات الاغتيال التي استهدفت صحفيين في أميركا الوسطى، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

 

حرية الصحافة اليوم

 

وأضافت مسؤولة مكتب شمال إفريقيا لمنظمة مراسلون بلا حدود أن “فنلندا تحتل المرتبَة الأولى في تصنيف 2016، تليها هولاندا، ثم النرويج”.

ووفق المسؤولة نفسِها فإن “منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي المنطقة الأخطر اليوم في العالم من حيث حريّة الصحافة، وذلك يعود إلى دوامة العنف التي يعمل فيها الصحفيون ويتلقون العنف على أيادٍ مُختلفة سواء كانت ميليشيات أو دولة، ويقابَل ذلك بالإفلات من العقاب ومثال ذلك سوريا (المرتبة 177) واليمن، وليبيا”.

كما أردفت بالقول إنه “في عدد من البلدان كمصر (المرتبة 159)، والمغرب (المرتبة 131) فإن قانون مكافحة الإرهاب يعتمد للقيام بقمع الصحفيين”.

وبحسب كاشا فإنه “في 2015 تم قتل 110 صحفيين في العالم، فيما تم سجن 153 آخرين، كما يوجد أكثر من 50 صحفيًا رهينة في العالَم”.

ويُنشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة سنويًا منذ 2002 من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، وتعتمد فيه مؤشرات عديدة على غرار التعددية واستقلالية وسائل الإعلام ومحيط العَمل والقوانين والشفافيّة والبنية التحتية والاعتداءات.

ويستند هذا التصنيف لحرية الصحافة في 180 دولة الذي تصدره المنظمة منذ عام 2002 الى مجموعة من المؤشرات وهي: التعددية واستقلالية وسائل الإعلام والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية والبنى التحتية والتجاوزات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *