آخر ساعة

الجزائر تطلق مباراة بشروط محددة لشغل منصب عبدالعزيز

ظل القائمون على ملف الصحراء بالجزائر و الماسكين بخيوطه من المؤسسة العسكرية يديرون الملف لمدة أربعة عقود في دهاليز المخابرات الجزائرية مدعين في نفس الوقت الحياد ومبررين دعمهم للبوليساريو بذرائع واهية كالدفاع عن حق تقرير المصير، غير أن الإعلان عن الاجتماع الذي عقد مؤخرا بين كبار المسئولين الجزائريين برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال، وبحضور كل من وزير الخارجية و قائد أركان الجيش ووزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي وبحضور ما يسمى بابرز القيادات بجبهة البوليساريو، جعلهم في سابقة من نوعها يخرجون إلى العلن في تعاملهم مع الملف، وذلك أمام التطورات السريعة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية بعد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة المنحازة ولما لاقاه هدا الأخير من ردة فعل المملكة المغربية إزاءها إضافة إلى الحالة الصحية التي يوجد عليها زعيم البوليساريو بعد فشل العملية التي خضع لها من اجل زرع رئة اصطناعية.

ويعتبر هذا الاجتماع الذي وصف بأنه بمثابة مجلس حرب مصغر لرسم سياسة تصعيدية ضد المغرب، محاولة من الماسكين بخيوط الملف بقصر المرادية لإضفاء بعض الشرعية على الجبهة في غياب زعيمها محمد عبد العزيز الغائب من جراء المرض، في انتظار طبخ قيادة جديدة على المقاس يكون من أهم شروطها الالتزام الكامل بالإستراتيجية الجزائرية في إدارة الصراع مع المغرب، مقابل تمويل الجبهة على كل الأصعدة والعمل على حجب ممارستها اللاإنسانية بإطلاق يدها لبسط سيطرتها على الأوضاع في المخيمات التي تنذر بالانفجار لا سيما بعد الضربات المتتالية التي تلقتها الجبهة في الآونة الأخيرة.

وبعدما رسمت الجزائر حدود ملامح رأس الجبهة المقبل المتمثلة في الدرجة الأولى في صفة الولاء المطلق له لما يتوفر منه من شروط كالخبرة العسكرية والانتساب القبلي، اشتعلت حربا خفية بين من تتوفر فيهم بعض هاته الشروط للظفر بمنصب زعامة البوليساريو بعد أربعين سنة من الحكم المطلق لمحمد عبد العزيز على راس البوليساريو.

وهكذا أصبحت الخيارات المطروحة محصورة بين أصحاب الميولات العسكرية في الجبهة وهم الأوفر حظا وعلى رأسهم إبراهيم غالي من قبيلة الرقيبات أولاد الطالب، وبين الدبلوماسيين الذين يوجد على رأسهم البشير مصطفى السيد، أخ القائد المؤسس لجبهة البوليساريو مصطفى السيد، وينتمي إلى قبيلة الرقيبات التهالات.

ولقد أصبح المشهد مفتوحا على جميع الاحتمالات بعدما أعطت الجزائر انطلاقة مباراة الولوج إلى هرم جبهة البوليساريو بعد غياب محمد عبد العزيز الاضطراري سياسيا ، وتبقى كل أوراق اللعبة في يد المسئولين الجزائريين ليحددوا مسار القضية الوهمية على حساب معاناة المحتجزين في المخيمات الذين يترقبون الخلاص من وضعية صاروا لا يخشون التعبير عنها بكل الطرق المتاحة لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *