حوارات | هام

الفاتحي: خطاب الملك بالرياض حذر من بروز تهديدات جدية تستلزم تعاونا

قال الباحث الأكاديمي المتخصص في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية، عبد الفتاح فاتيحي إن خطاب الملك محمد السادس، أمام القمة المغربية الخليجية بالرياض، تضمن رؤية استباقية لمعركة العالم العربي المستقبلية بعد فشل مخطط الربيع العربي، وبروز تهديدات جدية تستلزم تعاونا منسقا للعشريات المقبلة

وأكد الفاتحي، أن خطاب جلالة الملك عكس مصداقية التعاون المغربي مع شركائه الخليجيين، وتضمن رسالة واضحة وصريحة مفادها أن المملكة المغربية ستظل وفية لمبادئها والتزاماتها وفق سيرورة تاريخية ممتدة لا تشوبها انحرافات ولا تراجعات.

وشدد الباحث في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية على أن الخطاب الملكي يعتبر أيضا تتويجا لنجاح التعاون المغربي الخليجي رغم توالي الأزمات وازدياد التحديات. بل إن هذا الخطاب ، يضيف، “فيه تصديق على نجاعة التحالف الاستراتيجي بين المغرب ودول الخليج في كافة القضايا المصيرية ومنها تأمين السيادة الترابية للدولة المغربية وتوفير الأمن والاستقرار مع تزايد حدة الساعين إلى كسر النجاح المغربي الخليجي في تحقيق أمنها واستقرارها رغم التهديدات الإرهابية”.

وسجل أن الملك أكد على استمرارية ونجاعة التحالف بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، وحذر في نفس الوقت من التحديات المستهدفة لاستقرار البلدان العربية التي حافظت على أمنها واستقرارها.

وأشار إلى أن الخطاب الملكي أكد على أن التعاون المغربي الخليجي الذي بات أكثر صلابة من أن يتأثر بادعاءات مغرضة، مبرزا ان “المغرب المحافظ على استقلالية توجهاته قادر على الوفاء لكافة تعهداته، وأن اختياراته الاستراتيجية ليست موجهة ضد أحد ولا تناقض التزاماته السابقة”.

وقال الباحث في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية، إن الملك يؤسس لخيارات المغرب المستقبلية القائمة على تنويع شبكة علاقاته الاستراتيجية، فضلا عن شراكاته الاستراتيجية الناجحة مع شركائه التقليديين.

وسجل الفاتحي، أن الخطاب الملكي كان مهيكلا لعلاقات استراتيجية ممتدة بين المغرب ودول الخليجي، تجعل من المصير المشترك حافزا موضوعيا لكبح مؤامرات تستهدف الأمن الجماعي لهذه الدول، وهو ما يجعل مسألة الدفاع عن الأمن أمر واحد لا يتجزأ.

وتبعا لذلك، يقول الأكاديمي، نبه نبه الملك إلى مسعى نقل أهداف مؤامرة استهداف أعضاء التحالف المغربي الخليجي ومنها مساعي المس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، وذلك بنزع الشرعية عن تواجد المغرب في صحرائه، أو الانتصار للانفصال أو إضعاف مبادرة الحكم الذاتي.

لقد كشف الملك، يؤكد الفاتحي، عن الابتزاز الذي يستهدف المملكة المغربية عند حلول كل شهر ابريل، ومنها توظيف الأمين العام للأمم المتحدة كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصرفاته وتصريحاته المنحازة.

وخلص الباحث الأكاديمي المتخصص في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية، إلى أن الملك محمد السادس شدد على أن التهديدات الترابية باتت مدخلا لاستهداف استقرار أنظمة الدول التي حافظت على أمنها واستقرارها، وأن هذه التهديدات الملتبسة بالإرهاب تستهدف كامل العالم العربي لتقسيم دوله وإشعال الفتن فيه.

* و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *