ثقافة وفن | هام

موسم طانطان ..صحراويات يبرزن تنوع وأصالة المنتجات المحلية بالجنوب

تشارك مجموعة من النساء الصحراويات اللواتي انخرطن في إطار تعاونيات وجمعيات نسائية محلية في الدورة الثانية عشرة لموسم طانطان من أجل التعريف بمنتجاتهن المحلية وإبراز خصوصيات وأصالة المنتوج المحلي الصحراوي الذي تزخر به الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأبت عدة جمعيات وتعاونيات نسوية من مختلف مدن المملكة وخاصة من الأقاليم الجنوبية إلا أن تشارك في هذه التظاهرة (13 – 18 ماي الجاري) التي تنظمها مؤسسة الموكار تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك ضمن معرض لمنتجات الصناعة التقليدية تنظمه تحت شعار “الصناعة التقليدية أهم مرتكزات التنمية الجهوية” غرفة الصناعة التقليدية بجهة كلميم واد نون بدعم من وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومؤسسة دار الصانع ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب والمجلس الإقليمي لطانطان.

وتعكس المنتجات الصحراوية المعروضة (اللباس الصحراوي والنسيج والزرابي و الطرز والخياطة التقليدية والنجارة والمنتجات النباتية والسيراميك والمصنوعات الجلدية والصياغة والفضيات والنحاسيات وأثاث الديكور المنزلي ..) من قبل هؤلاء النساء الحرفيات الراغبات في تحقيق طموحاتهن، أهمية المشاريع التضامنية النموذجية التي تحققت بالأقاليم الجنوبية بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومتدخلين أخرين.

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة جمعية الكرامة للتنمية والتضامن من مدينة كلميم سميرة أوبلا إن مشاركة الجمعية، التي تأسست السنة الماضية وتستفيد من خدماتها نساء أرامل ومطلقات، في معرض منتجات الصناعة التقليدية ضمن إطار فعاليات موسم طانطان، تعد أول مشاركة لها خارج إقليم كلميم، مشيرة إلى أن هذا المعرض يمثل فرصة لإبراز المنتجات المحلية الصحراوية والعمل على إشعاع المنطقة التي ينتمين لها بجماعة تيغجيجت (إقليم كلميم).

وأشادت أوبلا بدور موسم طانطان الذي أتاح للصانع والصانعة التقليدية الفرصة طيلة مدة هذه التظاهرة للترويج لمنتجاتهن المحلية والتواصل مع زبناء جدد من مختلف جهات المملكة المغربية، مضيفة أن مثل هذه المبادرات تمكن نساء التعاونيات والجمعيات من الاطلاع على تجارب وخبرات ناجحة لنساء أخريات من مدن مغربية مختلفة ستشجعهن مستقبلا على تطوير وتحسين منتوجهن.

من جهتها، أكدت فاطماتو بعيكيك عضو مكتب تعاونية الخير للمصنوعات الجلدية بمدينة آسا (إقليم آسا الزاك)، أن هذه التعاونية التي تأسست سنة 2004 تنشط في مجال صناعة المنتوجات الجلدية وخاصة ما يتعلق بمستلزمات الديكور المنزلي من قبيل “تاسفرة” وهي أكياس مكسوة بالجلد خاصة بمستلزمات الشاي، و”ترة” وهو كيس جلدي تخزن فيه النساء مجوهراتهن، و”البطة” وهو إناء مكسو بالجلد يوضع فيه الحليب الخاص بالأطفال (ابل، ماعز..) و”أصرمي” غشاء جلدي يستعمل كوسادة للنوم ولتزيين الخيام والمنازل.

وأشارت فاطماتو بعيكيك التي تمتهن صناعة الجلد منذ 1982، إلى أن هذا المعرض (حوالي 120 رواقا تعرض فيها حوالي 130 عارضا يمثلون 45 تعاونية و 25 جمعية) يعد فضاءا لتثمين وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية النسائية وإبراز خصوصيات وأصالة المنتوج المحلي الصحراوي، داعية إلى دعم وتشجيع المرأة الحرفية وتعزيز استقلاليتها من أجل تأمين مورد قار يضمن لها العيش الكريم.

من جانبها، دعت حفيظة تلمودي رئيسة الجمعية الباعمرانية بسيدي إفني التي تأسست سنة 2008 وتضم 106 منخرطة، الى دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في تثمين قيمة المنتجات المحلية بالمناطق الصحراوية وإلى إنشاء فضاءات محلية لعرض وتسويق هذه المنتجات والتعريف بإبداعات النساء الراغبات في تحقيق طموحاتهن خصوصا وأن الجمعيات والتعاونيات النسائية أصبحت تساهم في تنمية المرأة القروية وتعمل على إدماجها في سوق الشغل عبر إحداث مشاريع مدرة للدخل تحقق لها الاكتفاء الذاتي.

يذكر أن فعاليات الدورة الثانية عشرة لموسم طانطان المنظمة تحت شعار ” ملتقى مغرب التنوع”، تشكل مناسبة للاحتفال بمختلف مظاهر وأنماط الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها الشيء الذي دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى إدراج الموسم ضمن قائمة “روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية” منذ سنة 2005.

كما يعد هذا الحدث تجمعا سنويا للآلاف من رحل الصحراء الكبرى ولحظة يتقاسم خلالها السكان الرحل والزوار والجمهور تجربة متميزة تغوص بهم في أبهى تجليات التنوع والغنى الثقافي للمغرب الصحراوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *