آخر ساعة

فرض الحصار بتندوف استعدادا لأي حراك شعبي

نتيجة لما خلقه القرار ألأممي الأخير  رقم 16/ 2285 من إحباط في نفوس سكان المخيمات لإجهازه على آخر آمال المحتجزين بمخيمات تندوف، حيت ظهور إرادة شبابية قوية صحراوية تسعى إلى التمرد على السياسة الأمنية الصارمة لجبهة البوليساريو، مطالبين المنتظم الدولي بتوفير الحماية اللازمة للأصوات التي تطالب بالحرية داخل تندوف والتي تقابلها إجراءات أمنية وعسكرية طارئة لجأ إليها أخيرا الانفصاليون، لقمع أية انتفاضة أو احتجاجات محتملة حيث ، أشرفت القيادة الصحراوية يوم 02 ماي الجاري، بولاية أوسرد، على تخرج فرقة خاصة كونت في اقل من شهر لأعوان الشرطة مكلفة بمكافحة الشغب أنشئت استعدادا لأي حراك شعبي ناتج عن هذا القرار ألأممي في محاولة استباقية لتجنب انتقال الربيع العربي إلى تندوف و من المرتقب حسب المتتبعين لهدا الحراك  ان تخرج دفعات جديدة  بجميع ما يسمى ولايات بتندوف، تحسبا لأي طارئ أو تحرك متمرد يحملها الشارع الصحراوي المسؤولية في إطالة أمد هذا النزاع مباشرة بعد إصدار مجلس الأمن لقراره  الأخير.

 

خبراء و محللون يدقون ناقوس الخطر من استخدام جبهة البوليساريو للعنف المفرط في حق سكان المخيمات وخاصة الشباب المتعطش للحرية والديمقراطية، بسبب الظروف أللإنسانية التي تعيشها المخيمات في تندوف الذين لم يعودوا يطيقون العيش في ظروف، أقل ما يقال عنها أنها مأساوية وغير إنسانية، في الوقت الذي تتاجر فيها قيادة البوليساريو بمأساتهم، دون أن تلوح في الأفق أية بارقة أمل لفك حصارها على سكان المخيمات بل استمرار معاناتهم، أمام ضيق الأفق السياسي ، وتفشي الفساد، والاغتناء الفاحش بفضل عائدات بيع المساعدات الغذائية، عوامل ترفع من الاحتقان الشعبي ضدها، وتجعل من ثورة سكان تندوف أمرا حتميا، وسيتواصل إلى حين تحقيق الحرية المسلوبة أمام خنق أي مبادرة تريد التعبير عن آراء مستقلة عن الأفكار التقليدية، التي لازالت البوليساريو رهينة لها، والتي لم تعد تتلاءم مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والتي تتشابه في تدبيرها السياسي مع الأنظمة العسكرية القمعية التي باتت تسقط الواحدة تلو الأخرى كأوراق الخريف، ولا يمكن بالتالي أن تكون الجبهة استثناء عن هذا الحراك الجارف.

أن الإجراءات العسكرية الاحترازية ليست أمرا غريبا عن جبهة البوليساريو، التي كانت تتعامل دائما بقسوة مفرطة ضد كل محاولات التمرد عليها، أو حتى الإدلاء بآراء أو مبادرات مستقلة لا تتوافق مع تلك التي تتبناها نتيجة الضعف الذي باتت تعاني منه جراء تراجع حلفاها عن الاعتراف بها وللنشاط المكثف للدبلوماسية المغربية  سواء في شمال إفريقيا أو الخليج العربي مما أدى إلى عزلة متزايدة لكل من الجزائر والبوليساريو.

ان حجم الحصار الذي تقيمه جبهة البوليساريو على المخيمات، يكشف عن تزايد الاحتقان الشعبي ضد القيادة الكرتونية، التي لم تعد تمثله بقدر ما تمثل توجهات العسكر والمخابرات الجزائريين الشئ الدي سيشجع قيادة البوليساريو على تنفيذ مجزرة في حق معارضيها في غفلة عن العالم، لهدا فالمنظمات الدولية مدعوة لليقظة في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها مخيمات تندوف وعلى المجتمع الدولي  توفير الحماية للأصوات المطالبة بالحرية إما بحل النزاع في الصحراء المغربية، أو حل وضعية الساكنة طبقا للقوانين الدولية للاجئين بعودتهم إلى الوطن الأم الذي فتح لهم الباب على مصراعيه في إطار الحكم الذاتي الموسع للأقاليم الجنوبية.                                    .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *