آخر ساعة

جحيم في الصحراء

إن الوضعية التي يعيشها سكان المخيمات في تندوف أصبحت لا تطاق فالسكان ينقسمون إلى فئتين؛ الأولى مقربة من مراكز النفوذ لجبهة البوليساريو وتتمتع بحياة وعيش رغيد، بينما تئن الفئة الثانية تحت وطأة ظروف اجتماعية قاسية محرومة من أية امتيازات بل ومحرومة حتى من أدنى الحقوق الضرورية.وتعاني الفئة الثانية التي تشكل الغالبية الساحقة من السكان من سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية والتطبيب، بالإضافة إلى حرمانها من الحصول على أوراق الإقامة والهوية وتمنع عليهم حُرية العودة إلى بلدهم المغرب، كما تعمل مليشيات البوليساريو على فرض نظام الزبونية والمحسوبية لإحكام السيطرة على المواطنين الصحراويين المحتجزين داخل المخيم، وتفرض عليهم الولاء والطاعة لقادتها مقابل الحصول على بعض المكاسب والامتيازات البسيطة.

المخيمات توصف بـالجحيم، وذلك في إشارة إلى حجم العذاب الذي يتعرض له “الرهائن الصحراويون” في تلك المخيمات، فعلاوةً على قساوة المناخ الصحراوي الحار ، وطول سنوات الانتظار بالمصير الموعود، تبقى الإجراءات الصارمة التي تفرضها قوات البوليساريو على السكان أكثر ما يضايقهم وتجعل حياتهم جحيماً لا يطاق، حيث أن العناصر المسلحة التابعة للجبهة الهلامية لا تترك صغيرة ولا كبيرة في شؤون السكان الصحراويين إلا وتدخلت فيها، زيادة عن قمع أبسط الحقوق كالسكن اللائق والتطبيب ، فأغلب المحتجزين لا يزالوا حبيسين خيمة يتيمة رغم مرور أزيد من 40 سنة، ولا تسمح لهم الظروف المادية الصعبة من إضافة مسكن آخر لاستيعاب نمو الأسر والعائلات، ولا تبادر البُوليساريو ببناء منازل أخرى لمواكبة التزايد السكاني، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر والعائلات عُرضة للتشرذم. فحتى السفر يخضع لرقابة شديدة، تتطلب من الراغبين في ذلك لإذن مشترك موقَّع من طرف سلطات البوليساريو والجزائر، وتصريح التنقل لا يُمنح لأي كان وإنما يتم على أساس شروط ومعايير تُحددها السلطات القائمة بالمخيمات،فالجيش الجزائري يقيم نقاط مراقبة وتفتيش على الطريق الخاص الذي يسلكه المسافرون الصحراويون.

إضافة إلى ما ذكر فقادة جبهة البوليساريو تورُّطوا في قضايا يُجرمها القانون الدولي تتمثل في الاستغلال والعنف الجنسي والتعذيب والتجارة في الأطفال. وممارسات الاستغلال تتمثل في نهب وتحويل المساعدات الإنسانية التي ترسلها المجموعة الدولية لسكان المخيمات وتبيعها في أسواق الجزائر ومالي وموريتانيا، وفيما يخص التعذيب؛ فهنالك عدة أنواع أبرزها الاعتقال التعسفي والاستغلال الجنسي للنساء و الأطفال فداخل المخيمات تتواجد نقط لما يسمى بالأمن يتم داخلها استنطاق الأشخاص بعد اختطافهم وتصفيتهم جسدياً دون التحقيق معهم أو حتى التعرُّف على هوياتهم. كما تمتد الممارسات اللاإنسانية والمخالفة لكل الأعراف والقوانين في حق السكان الصحراويين إلى اغتصاب الفتيان و الفتيات. ويتعرَّض القاصرون للزواج القسري وتُغتصب براءتهم وتُستغل النساء في البِغاء وفي أعْمال إباحية، من قبل مسؤولين بالبوليساريو الدين يرغموهن في كثير من الأحيان على الرضوخ لرغباتهم الجنسية مقابل تلبيته بعض حاجيتهن الأساسية.وتبقى التجارة في الأطفال وتهجيرهم إلى إسبانيا أو ترحيلهم إلى كوبا للتدريب العسكري والتكوين الإيديولوجي المعاناة الأبرز للأسر والعائلات الصحراوية بتندوف.
جبهة البوليساريو رغم كل هده التجاوزات تحضي بدعم من النظام الجزائري -والمتمثل في الجنرالات الحاكمة- والتي وفرت الدعم لقادة البوليساريو واحتضنتهم على أراضيها التي تستعملها كورقة ضغط على المغرب واستفزازه في وحدته الترابية،
وبعد انهيار نظام القذافي في ليبيا ووفاة الرئيس الكوبي كاسترو؛ سيجد النظام الجزائري نفسه في موقف صعب، اتجاه الدعم الذي يقدمه لهده الجبة إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الجزائر مما جعلت الدعم يتراجع بنسبة كبيرة مما أدى بالبوليساريو إلى البحت عن مصادر الدعم والتي وجدها في التهريب والدخول في صفقات مع المنظمات الإرهابية التي تتواجد في الصحراء والساحل.مما جعل جبهة البوليساريو مُنظمة تُشكًل خطراً على وحدة المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *