وطنيات

الرباح يحذر من مخاطر “التحكم الضعيف” عندما يستقوي غدا

عدد عزيز الرباح، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مخاطر التحكم الضعيف اليوم عندما يستقوي غدا. وقال إن مقاومة التحكم اليوم غير مكلفة، لكنها غدا لن تكون كذلك، بل سيصبح خطرها يهدد الجميع.

وأكد الرباح في تدوينة له نشرها بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أن التحكم اليوم ضعيف لكنه غدا سيصبح مكلفا للدولة والمجتمع والأفراد، معتبرا مقاومته ليست واجبا فقط بل فرض عين، قائلا “على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، رجال دولة ومسؤولين وفاعلين اقتصاديين ورجال أعمال وسياسيين وفاعلين جمعويين، وفنانين ورياضيين ومثقفين”.

وجاء في تدوينة الرباح، قوله إن “التحكم اليوم ضعيف لكنه غدا سيصبح مكلفا للدولة والمجتمع والأفراد، علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف قد يفرض إتاوات “تحت الطاولة” على البعض بمناسبة الانتخابات أو غيرها، لكن عندما سيتمكن سيقتسم مع الأغنياء ثرواتهم ويدخل مع رجال الأعمال في مشاريعهم وسيفرض عليهم شراكات رغما عنهم.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم وهو ضعيف اليوم قد يعين أتباعه في مناصب عليا هنا أو هناك، لكن عندما سيتغول سيفرضهم في كل المؤسسات، ويرمي بالمقابل بكل الكفاءات خارجها وسيضع فقط من يقبل أن يوقع على القرارات وهو صاغر.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يمنح بعض الصفقات بالضغط أو التدخلات، لكن عندما سيستأسد ستكون كل المشاريع لشركاته بما فيها الوهمية منها.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يتدخل في بعض القضايا أمام قضاة ضعاف عديمي الضمير لصالح أتباعه أو ضد منافسيه، لكنه عندما سيهيمن سيتهم من يشاء ويبرئ من يشاء ويعين من يشاء ويعزل من يشاء.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يحمي البعض ضد إدارة الضرائب والجمارك وقد يهدد آخرين بهما، لكنه حتما عندما سيتحكم ستصبح الضرائب و الجمارك أداة لتسلطه وتجبره، وستصبح الجمارك مفتوحة أمام كل شيء يريده حتى الخطير منه، ومغلقة أمام دون ذلك.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يمكن لبعض الجمعيات والمثقفين والإعلاميين والفنانين، لكنه عندما سيتمدد سيفرض على الجميع فنه وثقافته وإعلامه، وسيكون المعيار هو الولاء له ولثقافته.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يسير هذا الفريق الرياضي أو ذاك، وقد يشتري هذه المقابلة أو تلك و يمول هذا الفريق دون آخرين، لكنه غدا سيتدخل في كل الفرق والتنقيلات وسيتحكم في المسابقات والمقابلات والحكام والنتائج.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يوجه هذا الصحافي أو هذا المنبر لصناعة هذا الخبر أو السكوت عن ذاك، لكنه عندما سيتقوى لن يكتب الصحافي إلا ما يريد هو وسيخرص كل الأقلام الموضوعية .

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، قد يمنع أنشطة بعض الهيئات والتنظيمات و يحاصر برامجها، لكنه غدا إذا تمكن سيحاصر كل الأنشطة الجادة والهادفة ويفتح الباب أمام الرداءة والسفاهة.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم قد ينظم بعض الحفلات ويفرض على البعض حضورها وعلى آخرين تمويلها، لكن عندما سيتوسع سيفرض على الكل حضورها وتمويلها والقبول بكل ما فيها من قبح وهدر للكرامة.

علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو محاصر، قد يدفع بعض المؤسسات والهيئات لاستصدار تقارير تطعن في هذا أو تمجد ذاك، لكن غدا عندما سيتمكن ستصنع التقارير في آلة واحدة وستخرج في شكل واحد وسيتم تعطيل باقي الآلات .

وأخيرا علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف، يحاول التسلل إلى مواقع الوساطة بين الدولة والمجتمع، لكن عندما يتقوى سيحاول أن يصنع جدارا بينهما ليقرب هذا ويبعد ذاك، ويحدث الخصومة وعدم الثقة بين الدولة والمجتمع والقوى الوطنية.

لذلك علينا أن نحذر، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته، رجال دولة و مسؤولين وفاعلين اقتصاديين ورجال أعمال، وسياسيين وفاعلين جمعويين وفنانين ورياضيين و مثقفين.

مقاومة التحكم اليوم واجب بل فرض عين، ومقاومته اليوم غير مكلفة، لكنها غدا لن تكون كذلك، بل سيصبح خطرها يهدد الجميع.

التحكم ليس خطرا على من يقاومه فقط، لأن الذي اختار المقاومة والنضال سيصيبه أذى التحكم، لكن حتما لن يتخلى عن رسالته من أجل وطنه وشعبه بل هو خطر على الجميع.

لكن الحمد لله للبيت رب يحميه، والدولة لن تسمح بتمدد هذا الخطر، لأن القائمين عليها يتذكرون الكلفة الباهظة من الضرر والكساد والفساد والضعف والانقسام الذي تسبب فيه رموزه عبر التاريخ، بما فيه القريب، لكن الدولة لا بد أن تكون مسندة بيقظة المجتمع ومناعته ومقاومته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *