آخر ساعة

جزائريون مستاءون من فاتورة الإرث الثقيل للبوليساريو

منذ رحيل محمد عبد العزيز بدأت الدعوات تتواصل بضرورة وضع حد للفاتورة المكلفة لدعم الانفصاليين في المخيمات، بل هناك من نادى بطرد جماعة البوليساريو من الأراضي الجزائرية، بعد تنامي الشعور لدى الشعب الجزائري بأن تدخل قيادته المنحاز ضد المغرب لصالح مجموعة من الانفصاليين فوت العديد من فرص الشراكة المثمرة بين الجزائر والرباط، ولكون الجزائر أصبحت في عزلة دولية خانقة بسبب مسؤولياتها المباشرة وغير المباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تيندوف، وتفشي المحسوبية والحرمان، وكذا التلاعب بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها حكومات ومنظمات خيرية لساكنة المخيمات.

التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات دولية تُعنى بحقوق الإنسان، تشير إلى أن السكان الصحراويين بمخيمات تندوف الجزائرية يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية تتراوح بين سوء المعاملة والحرمان من كافة الحقوق الأساسية والتنكيل، وحسب المعطيات المتوفرة من هناك فإن سكان مخيمات تندوف ينقسمون إلى فئتين؛ الأولى مقربة من مراكز النفوذ في جبهة البوليساريو وتتمتع بحياة عيش رغيدة، بينما تئن الثانية تحت وطأة ظروف اجتماعية قاسية محرومة من أية امتيازات بل ومحرومة من أدنى الحقوق الضرورية. وهذه الفئة تشكل الغالبية الساحقة من السكان تعاني من الفقر وسوء التغذية، بالإضافة إلى حرمانها من الحصول على أوراق الإقامة والهوية وتمنع عليهم حرية العودة إلى بلدهم المغرب، كما تعمل مليشيات البوليساريو على فرض نظام الوصاية والمحسوبية لإحكام السيطرة على المواطنين الصحراويين المحتجزين داخل المخيم، وتفرض عليهم الولاء والطاعة لقادتها مقابل الحصول على بعض الامتيازات البسيطة.

وخلال الأربعة عقود الماضية تحت حكم الراحل محمد عبد العزيز، الذي ظلت المخابرات الجزائرية تحركه بالروموت كونترول، عانى الشباب الصحراوي في المخيمات من التهميش والحرمان والضياع، فاضطرت ظروف العيش القاسية ببعض أفراده إلى الارتماء في أحضان الجماعات الإرهابية، بينما وقع بعضه ضحية لعصابات الإجرام والتهريب، وفضلت غالبيته التمسك بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لحل الصراع المفتعل، فكانت عرضة للتنكيل والقمع من قبل ميليشيات البوليساريو بدعم من جنرالات الجزائر.

السلطات الجزائرية بدأت منذ فترة للتحضير لما بعد رحيل زعيم الجبهة الانفصالية، فخفضت مستوى تمثيل الحزب الحاكم في مؤتمر البوليساريو الأخير، وبعد موته لجأت إلى تخفيض مستوى تمثيلها في جنازة محمد عبد العزيز المراكشي إلى أقل مما توقعه المراقبون، في رسالة واضحة الدلالة تشير إلى أن الجزائر باتت تفكر في تحميل قائد الانفصاليين المسؤولية الكاملة لإرث أربعين عاما من انتهاكات حقوق الإنسان والحرمان وتبديد المساعدات الإنسانية، وحرصت على دفنه خارج حدودها في أرض مغربية توقف عنها زحف الجيش المغربي لإتاحة الفرصة أمام تثبيت وقف إطلاق النار الذي كان مطلبا أمميا استجاب له المغرب بمسؤولية يقتضيها موقعه المحترم وعلاقاته المتميزة مع الفاعلين على الساحة الدولية.

من جهة أخرى كتبت اليومية  الأمريكية “هافينغتون بوست” ، أن رحيل محمد عبد العزيز زعيم  جبهة البوليساريو، ،يعد فرصة لإنهاء قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، والرجوع إلى تبني الطرح المغربي المتمثل في تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية حيث ان هذا الغياب يعتبر فرصة للتغير التي تنادي به حناجر سكان المخيمات مند مدة طويلة لما كان يشكله المراكشي من عرقلة لتسوية دلك الملف كونه لم يكن سوى دمية في أيدي الجيش والمخابرات الجزائرية، اللذين استغلا هذا الكيان لإلحاق الضرر بمصالح المملكة المغربية، في إطار منطق بقي حبيس فترة الحرب الباردة.

وأضافت نفس اليومية  أن أي شخص سيخلف زعيم الانفصاليين  سيكون من الأفضل له معانقة مزايا مخطط الحكم الذاتي ووضع حد لأحد النزاعات الأكثر سخافة في العالم، مؤكدة أن هذه المقاربة الجديدة ينبغي أن تمر عبر  إطلاق سراح السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، وجعلهم أسياد القرار بخصوص مستقبلهم، وتمتعيهم بحرية الاختيار في الالتحاق بذويهم في المغرب وفي هدا الصدد أشارت الى انه بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم وضع إستراتيجية اقتصادية واجتماعية بالأقاليم الجنوبية بضخ المغرب استثمارات مادية هائلة من اجل خلق فرص الشغل و الأعمال، في إطار جهوية متقدمة ومقاربة شاملة حريصة على رفاهية سكان هذه الجزء من المملكة الشريفة معربة عن أسفها إزاء التصرف الخبيث لعصابة البوليساريو التي  لم تتوان عن اتخاذ سكان المخيمات رهائن من أجل الحفاظ على حياة البذخ، خاصة عبر اختلاس المساعدات الدولية وتقوية ارصدتها ومن يدور في فلكها على حساب معانات الساكنة.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن منافع وفضائل هذه الإستراتيجية الملكية  اجتذبت اهتمام السكان المحتجزين بمخيمات تندوف الدين يعانون القهر والظلم والاستبداد، حيت فر العديد منهم في اتجاه المغرب واعتنق الحرية وأصبح يعيش بين دويه بكل حرية بينما  الذين لم يحالفهم الحظ في الفرار من المخيمات، ينظمون احتجاجات ضد الممارسات القمعية المفروضة عليهم من طرف ادناب محمد عبد العزيز ممن تبقو في القيادة التي تندر بالانفجار نتيجة الخلافات التي وقعت بينهم في تولي مكان المراكشي حيت  فرضت القيود على حرية التنقل، وقمعت المظاهرات،إلى حين تدبر الجزائر مشكل الخلافة ولتنصب من تراه يتماشى مع أجندتها السياسية وهي التشويش على المغرب وعرقلة تسوية هدا النزاع المفتعل .

وموازاة مع هذا الاستبداد ذكرت نفس اليومية، أن المغرب قام من جانبه بتنمية أقاليمه الجنوبية على مختلف الأصعدة، مبرزة أن مقارنة بين وضع مخيمات تندوف والأقاليم الجنوبية شبيهة بالقيام ب”رحلة من كوريا الشمالية، الواقعة تحت رحمة قبضة نظام عسكري، إلى كوريا الجنوبية، كسفر من الظلام إلى النور”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *