متابعات | هام

“بوهلال” منفذ هجوم نيس…جهادي أم مكتئب؟

ما زال اللغط حول دوافع الشاب التونسي الأصل محمد لحويج بوهلال لتنفيذ هجوم نيس والذي خلّف عشرات القتلى والجرحى، ففي الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام عالمية أن بوهلال، لديه ميول جهادية ودائماً ما كان يجنح للعنف، أدلى جيرانه بشهادات حول وجود خلافٍ بينه وبين زوجته كما أنه لم تظهر عليه أيّ علامات تديُّن.

ووصف العشرات من قاطني المبنى الذي كان يعيش فيه بوهلال بأنه كان منعزلاً وصامتاً (لا يتحدّث إلى أحد)، يصعد إلى شقته مصطحباً دراجته الهوائية، كما كان يركن عربة عمل صغيرة بالقرب من المبنى.

“لم يكن بهيئة رجلٍ متديّن، غالباً ما كان يلبس شورتاً قصيراً، وأحياناً أحذية السلامة” يروي سباستيان أحد ساكني الحي.

أما أليكسيا جارته فقد أشارت إلى أنها تكلمت معه لمرةٍ واحدة حينما فكَّ عدّاد الكهرباء الخاطىء. كما أكدت العائلة التي تسكن في الطابق العلوي بأنه لم يكن يردّ التحية حينما كانوا يصادفونه.

وحدها آنان، الحذرة، جارته في الطابق الأرضي أشارت إلى أنها كانت تشتبه به “كان رجلاً وسيماً يحدّق طويلاً في ابنتيها”.

أما محمد الذي يعرف المشتبه به جيداً، المنحدر من نفس المدينة التونسية (مساكن) التي ينحدر منها مُنفذ العملية بوهلال، فقد وصفه بأنه كان رجلاً يعاني الاكتئاب.

وقالت وسائل إعلام فرنسية أن بوهلال الذي يعمل سائقاً متزوجٌ منذ 3 سنوات وأب 3 أبناء، اشتُهر بأعمال الجنوح، بما في ذلك العنف والتطرّف، إلا أنه لم يتم الاشتباه بتحوّله للتطرف، ولم يكن لدى شرطة مكافحة الإرهاب ملفٌّ حوله.

وكانت صحيفة “نايس ماتين” الفرنسية، الجمعة 15 يوليوز 2016، كشفت أن منفذ هجوم مدينة نيس الفرنسية يُدعى محمد لحويج بوهلال Lahouaiej Bouhlel.

ونشرت وسائل إعلام عربية صورة بوهلال.

وكانت قناة الجزيرة أول صورة لـ “بوهلال” بعد تأكيد الشرطة الفرنسية أن الأوراق الثبوتية التي وُجدت داخل الشاحنة التي نُفذ بها الهجوم تعود لمنفذ الهجوم نفسه.

france

وبوهلال الذي يعمل سائقاً متزوج منذ 3 سنوات وأب 3 أبناء، اشتُهر بأعمال الجنوح، بما في ذلك العنف والتطرف، إلا أنه لم يتم الاشتباه بتحوله للتطرف، ولم يكن لدى شرطة مكافحة الإرهاب ملف حوله.

وذكرت مواقع فرنسية أن ابو هلال حاصل على تصريح إقامة، ولا يحمل الجنسية الفرنسية.

وسافر بوهلال من تونس متوجهاً إلى فرنسا عام 2005، ثم عاد مرة أخرى إليها عام 2012، وبقي 10 أيام ثم عاد إلى فرنسا، وفقاً لما نشره موقع “آخر خبر أونلاين” التونسي

مصادر أمنية تونسية قالت إن المهاجم ينتمي لبلدة “مساكن” التونسية التي زارها للمرة الأخيرة قبل 4 سنوات.

وتقع “مساكن” على بعد نحو 10 كيلومترات خارج مدينة سوسة الساحلية

صحيفة الغارديان نقلت عن الشرطة وعن تقارير إعلامية صحفية أن كانت قد استؤجرت قبل الحادثة بيومين في بلدة سانت لوران دو فار المجاورة.

وقالت الشرطة الفرنسية إن التحقيق مستمر لمحاولة تحديد شركاء محتملين له. وقد سُمعت عدة إفادات لأقارب منفذ الهجوم من قبل الشرطة، وذلك بعد تفتيش منزل بوهلال شمال نيس.

 

مقتل المنفذ

 

france

وخلال الهجوم، أطلقت الشرطة الفرنسية أكثر من 30 رصاصة على الحافلة، لكنها لم تتمكن إصابته، واستمر بعملية الدهس لأكثر من 2كم على طول الشارع.

مقتل بوهلال كان برصاصة خلف مقود الشاحنة عندما فتح السائق النار بمسدسه على أفراد الشرطة الذين حاصروا الشاحنة. وقد عثر داخل الشاحنة على هوية السائق وهاتفه وبطاقته البنكية.

وصباح الجمعة انكب فريق التحقيق والطب الشرعي على تفتيش الشاحنة التي ظلت تراوح مكانها بواجهتها المحطمة التي ملأها الرصاص ثقوباً وبعجلاتها التي انفجرت.

وكان مقطع فيديو مصور قد أظهر شاحنة بيضاء بحمولة 19 طناً تنطلق وسط صرخات الجموع على طول كورنيش برومناد ديز انغليه فيما حاول البعض ملاحقة الشاحنة ركضاً على الأقدام، واستمرت الشاحنة بقتل كل من كان في طريقها مسافة 2 كيلومتراً قبل إصابة سائقها برصاصة من الشرطة أدت إلى مقتله.

ولم تتبن أي مجموعة مسؤولية الجريمة يوم الخميس، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال أن الجريمة “ذات طبيعة إرهابية” وسوف تواجه بإظهار “قوة حقيقية عسكرية في سوريا والعراق”.

 

محاولات إيقاف الشاحنة

 

وكانت تفاصيل الأخبار تكشفت صباح الجمعة لتروي كيف حاول أحد المشاة المحتفلين بالعيد الوطني على الكورنيش اللحاق بالشاحنة لإيقافها قبل مقتل السائق.

وقالت قناة Europe 1 “حاول فرد من الجموع القفز على الشاحنة ليحاول إيقافها، لكنها كانت اللحظة التي تمكنت فيها الشرطة من وقف الإرهابي. لقد أطلق النار على الشرطة دون إصابتهم، كما أطلق أيضاً على الشخص الذي حاول منعه.”

وقال شاهد عيان اسمه نادر لقناة BFM التلفزيونية إنه شاهد الجريمة كلها من البداية إلى النهاية وظن في البداية أن السائق فقد السيطرة على الشاحنة.

وقال “لقد توقف السائق بشاحنته أمامي بعدما دهس عدة أشخاص. رأيت شاباً في الشارع فحاولنا التحدث مع السائق لكي يتوقف. بدا لنا مرتبكاً. كانت هناك فتاة تحت الشاحنة فسحقها دهساً، فما كان من الشاب معي إلا أن سحبها.”

وقال نادر إن السائق أخرج مسدساً وبدأ يطلق النار على الشرطة “فقتلوه وتدلى رأسه خارج النافذة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *