آخر ساعة

رياح التغيير تهب على مخيمات تندوف

يبدو أن رياح التغيير بدأت تهب على مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة حيت أصبحت مسرحا لحركات  احتجاجية متعددة و غير مسبوقة مند تولي إبراهيم غالي القيادة حيت عرفت الجبهة الانفصالية انتكاسة تلوى أخرى تلك الحركات يقودها شباب صحراويون يشككون في شرعية قيادة فاسدة وعاجزة عن إيجاد مخرج لنزاع مستمر منذ 40 سنة بإيعاز من دولة الجزائر ومخابراتها.

 

ويجد البوليساريو، الذي رأى النور في السبعينيات من القرن الماضي شرعيته في الدعم الذي يقدمه له حكام قصر المرادية بهدف الوقوف في وجه استكمال المغرب لوحدته الترابية، ومن ثمة إعادة تشكيل موازين القوى في منطقة شمال إفريقيا، وقد وقع في الفخ الذي نصبه هو نفسه، حيث تورط في حرب استنزاف غير معلنة دفعت الساكنة المحتجزة في صحراء تندوف إلى التمرد على قيادة جامدة.كما أن الشعب الجزائري يرفض رفضا تاما أن تكون البوليساريو مصاصة دماء وأموال هذا الشعب في قضية فارغة لا تعنيه مما أدى إلى ظهور مشاكل اجتماعية متعددة تتخبط فيها الجزائر حاليا.

 

فاليأس والشعور بالوقوع في فخ في قلب الصحراء، والبقاء تحت رحمة ما تزودهم به سلطات الجزائر، والتوزيع غير العادل للمساعدات الإنسانية، كلها عوامل دفعت الساكنة وخصوصا الشباب، المتمردين بطبعهم، إلى انتفاضة ضد القادة الدائمين العاجزين عن إيجاد مخرج لنزاع الصحراء، والذين يتحركون، كدمى، وفق ما يمليه عليهم النظام الجزائري. فالرفض الذي يعم مخيمات تندوف وصحوة شباب يعيش بلا أمل في مستقبل أفضل خلقا حركة احتجاجية غير مسبوقة هزت القيادة الفاشلة. وسجلت انشقاقات نشيطة ومؤكدة داخل حركة الانفصاليين لوجود حركات احتجاجية يتزايد عددها باستمرار تستهدف قيادة البوليساريو في مخيمات تندوف.إلا أن تلك القيادة تتصدى لها بكل ما لديها من قوة وقمع وبطش واعتقال وهدا ما وقع في الآونة الأخيرة حيت ارتكب إبراهيم غالي مذبحة جديدة في حق الرافضين له وضرب طوقا عسكريا على المخيمات لمنع فرار الأهالي إلى وطنهم الام.

 

وتشكل حركات الاحتجاج هذه، حسب المراقبين لنزاع الصحراء، تعبيرا عن التذمر السائد من وضعية المأزق التام، وسط ساكنة صحراوية فقدت الأمل في أن تلوح بادرة مخرج من هذا النزاع.وكان اخر هذه الاحتجاجات، الاحتجاج الذي قاده الشباب المعارض لانتخاب ابراهيم غالي المعروف بسجله الدموي الشئ الذي عبرت عنه هده الفئة في تصريحات بثت عبر موقع “يوتوب” على الانترنيت وتداولتها وسائل إعلام دولية، التي عبرت فيه عن رغبتها في مواجهة القيادة الفاسدة للبوليساريو والكشف عن عمليات التهريب التي تقوم بها وخصوصا تحويل واختلاس المساعدات الإنسانية وفضح خروقات حقوق الإنسان في المخيمات.

 

وحسب بعض المحللين والمتتبعين لملف الصحراء المغربية ، فإن ظهور هذه الحركات الاحتجاجية وذراعها العسكري المكون من عسكريين منشقين وقياديين قدامى ، تندرج في سياق مسلسل انطلق منذ فترة بنشر أشرطة فيديو حول الظروف اللاإنسانية التي يحتجز فيها سكان تندوف. التي تمكنت من تسليط الضوء على الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، والى إظهار حقيقة مايجري داخل تلك المخيمات من قمع وإرهاب للساكنة.

 

هده الحكات الرافضة للواقع المزري داخل المخيمات تنضاف الى مختلف الأزمات الداخلية الدائمة التي تهز جبهة الانفصاليين وتضعها في وضعية حرجة أكثر فأكثر، فهروب عدد كبير من الصحراويين والتحاقهم بالمغرب، ومن بينهم العديد من قادة وأطر البوليساريو، مؤشرات على تفكك هذه الحركة ، الدمية التي يحركها النظام الجزائري من منطلق سعيه الحثيث وغير ذي جدوى لمحاصرة المغرب وتقليص نفوذه.كما أن تكاثر الأصوات الرافضة والمنشقة يدل، برأي المراقبين، على ضعف الحرس القديم في البوليساريو، والذي ظل حبيس أفكاره الرجعية التي تعود إلى الحقبة الستالينية، والعاجز عن التكيف مع تحولات جيو-استراتيجية أعادت تشكيل عالم اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *