متابعات | هام

البيجيديون الملتحقون بـ”البام” يكشفون أسباب النزوح

على بعد شهرين من الاستحقاقات التشريعية المقبلة ليوم الـ 7 من أكتوبر 2016، أماط ممثلون عن العشرات من أعضاء حزب “العدالة والتنمية”، والذين قدموا استقالتهم والتحقوا رسميا بحزب “الأصالة والمعاصرة”، اللثام  عن جزء من صراعهم مع قيادات الحزب بمدنهم، خصوصاً بمراكش وفاس.

وأوضح الملتحقون الجدد بحزب “الجرار”، خلال ندوة صحفية يومه الجمعة 5 غشت 2016 بالمقر المركزي لحزب “الأصالة والمعاصرة” بالرباط، أن أسباب الالتحاق “لا علاقة لها بأطماع سياسية كما يُروج لذلك البعض”، وإنما جاءت عن قناعات، بعدما وصلوا إلى الباب المسدود، وتم التلاعب باللوائح الانتخابية خلال الاستحقاقات الماضية”.

وعن دواعي الالتحاق رسميا بحزب “الأصالة والمعاصرة” الذي كان يعد خطاً أحمراً بالنسبة “للعدالة والتنمية”، قال المحجوب الفحيلي، عضو سابق بالبيجيدي بمقاطعة النخيل مراكش، إن “التهميش والإقصاء كان سببا رئيسياً وراء ذلك”، كاشفاً أن مرحلة الاستعدادات للانتخابات الجماعية والجهوية الماضية، كانت النقطة التي أفاضت الكأس، حيث أوضح أن أعضاء الحزب اجتمعوا واتفقوا على اللائحة التي ستمثل منطقة النخيل بمراكش، إلا أنه “تم تزويرها، ليتم اختيار لائحة ثانية مكونة من مقربين من الكاتب الجهوي للحزب”، “وعندما خاضوا احتجاجا على مسؤولي الحزب بسبب إلغاء اللائحة التي اختيرت بطريقة ديمقراطية، كان جواب الكاتب الجهوي، أنه وقت اختيار اللائحة الثانية كان يتحدث في الهاتف !”.

من جهته، استعرض مصطفى الوجداني، البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية بمدينة مراكش، وأحد الملتحقين بحزب إلياس العماري، أسباب “الهجرة الجماعية من البيجيدي”، حيث اتهم عمدة مراكش الحالي، بـ “الفشل في تسيير المدينة وتبديد المال العام”، متهما إياه بتفويت “بقعٍ أرضية بمنطقة الشتوي بمراكش مقابل 5 آلاف درهم، في حين يبلغ ثمنها الأصلي للمتر الواحد أكثر من 2 مليون سنتيم”.

هذا، واتهم الملتحق الجديد بصفوف “الجرار”، عمدة المدينة بـ “التستر على توظيفات مشبوهة أقدم بها مجلس المدينة ونوابه، إذ وضعوا أبناءهم على رأس لائحة المناصب بالمجلس”، كما اعتبر أن واقعة التوظيفات المشبوهة، أدت إلى سخط عام داخل المدينة الحمراء، و”هو ما يضرب عرض الحائط كل الشعارات التي رفعها حزب بنكيران في محاربة الفساد والاستبداد”.

وبدوره، كشف محمد راضي السلاوني، الكاتب الجهوي الأسبق لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس مكناس، عن دواعي الالتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن “أعدادا كبيرة من أعضاء البيجيدي أخبرته أنها على وشك مغادرة الحزب لنفس الأسباب التي بادرنا بشرحها للرأي العام”، معتبرا خروجه “وفضحه للحزب أمام الرأي العام، شجع الذين لا صوت لهم داخل الحزب للخروج والتعبير بكل حرية عن غضبهم تجاه قيادات الحزب المتحكمة في الشؤون التنظيمية”.

وعلاقة بشعار “محاربة الفساد والاستبداد”، الذي أوصل بنكيران إلى رئاسة الحكومة بعد استفادته من رياح التغيير بالمغرب، أوضح السلاوني، أن “حزب العدالة والتنمية منذ سنة 2007 عمد إلى استقطاب أصحاب النفوذ والمال بمختلف المدن المغربية للأسف الشديد”، والذين عمدوا إلى “تشكيل كيان وتيار داخل الحزب أصبح متحكما في جميع قراراته التنظيمية”.

وخلص ذات المتحدث، إلى أن قرار التحاقه بالبام، يأتي بعدما فشل – ككاتب جهوي للحزب بجهة فاس مكناس منذ سنة 2004 – في القضاء على “ظاهرة التسلط الموجودة بالحزب”، وهو ما سيؤدي – بحسب رأيه دائما – إلى “كارثة قريبة ستعصف بالعدالة والتنمية، وذلك بسبب استقواء أصحاب المال داخل الحزب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *