كواليس

صحفي مصري يفضح احتيال البوليساريو على الاعلام الدولي

قال صحافي مصري إنه تفاجأ بينما كان في طريقه لزيارة العاصمة الجزائرية لحضور مؤتمر ثقافي بدعوة من دار نشر مقيمة هناك، بتحويل وجهته، صحبة فريق من زملاء له رافقوه لنفس الغرض، نحو مخيمات تندوف.

واكد الصحافي هاني أبو زيد أن الزيارة تحولت ودون سابق إعلام من حضور مؤتمر دار النشر المزعوم إلى زيارة منظمة لمخيمات اعتقال اللاجئين الصحراويين في عمق الصحراء بجنوب الجزائر.

وتحدث أبو زيد في حوار له مع “هسبريس”، عن ما وصفها بعملية نصب واحتيال تعرض لها من قبل النانة الرشيد الناشطة في جبهة البوليساريو الانفصالية التي كانت وراء الدعوة لحضور المؤتمر المزعوم الذي كان يفترض أن تنظمه “دار نشر راتمان” التي تتولى الرشيد إدارتها بنفسها.

وترجع فترة الزيارة إلى ما قبل وفاة زعيم حركة البوليساريو الانفصالية الراحل محمد عبدالعزيز. وتجدد الحديث عنها بمناسبة استعداد الصحفي المصري لنشر كتاب يروي فيه تفاصيل التغرير به ثم تحويل وجهته بما يفضح فيه أسلوب الجبهة الانفصالية لتضليل الحقائق أمام الشعوب العربية وشعوب العالم أجمع.

وقال الصحافي المصري “في الحقيقة أذكر أني تلقيت دعوة قبل عام ونصف عبر زميل وصديق مصري من دار نشر يوجد مقرها بالجزائر اسمها دار نشر رامتان، تديرها الشاعرة النانة رشيد، أخبرني الزميل بزيارة إلى الجزائر لحضور مؤتمر بدعوة من هذه الدار التي يوجد مقرها بالعاصمة الجزائرية”.

وفي أحد الحوارات الصحفية، تعرف النانة الرشيد نفسها بأنها “لاجئة صحراوية، درست علم النفس في الجامعة الجزائرية بوهران، وبأنها شاعرة لها أربع مؤلفات شعرية وبأنها من كوادر جبهة البوليساريو النسائية وعضو منظمة الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، ومديرة دار الطباعة والنشر الوطنية”.

وأضاف أبو زيد “سافرنا نحن أربعة صحافيين مصريين لحضور هذا المؤتمر، ولما وصلنا مطار هواري بومدين وجدنا في استقبالنا أحد المسؤولين، وأخبرنا بأنه مندوب الجمهورية الصحراوية، كانت مفاجأتنا أننا لا نعرف هذا الكيان، لأن الرأي العام المصري بمجمله لا يعرف هذا الكيان، وأنا أيضا لم يسبق لي أن سمعت به من ذي قبل”.

وأضاف أبو زيد “ذهب بنا هذا الشخص إلى فندق بالعاصمة الجزائرية، وبقينا هناك إلى حدود الساعة الثانية ونصف فجرا.. وبعدها ذهبنا إلى المطار مرة أخرى واتجهنا ناحية تندوف، وهكذا وصلنا إلى المخيمات بعد ساعتين ونصف تقريبا.. لم نحضر المؤتمر، وجدنا أنفسنا ضحية عملية نصب باسم الثقافة والفكر ودار رتمان والشاعرة النانة الرشيد، كما قيل لنا كذبا وزورا”.

وقال الصحافي المصري “لم نكن نعرف أننا ذاهبون إلى المخيمات، كنا على علم أننا سنحضر مؤتمرا ثقافيا من تنظيم دار رتمان التي تديرها الشاعرة النانة الرشيد”.

واضاف “لما وصلنا إلى تندوف، كنا نتصور أننا سنذهب إلى فندق نقيم فيه، غير أننا وجدنا أنفسنا في ضيافة الأهالي هناك، والحالة الغريبة التي لاحظناها هناك أن النساء هن من يستقبلنك ويخدمنك على غير عادتنا في المشرق.. لم تكن لدينا معلومات كافية عن هذا المكان من قبل، ولا عن البوليساريو”.

وأشار ابو زيد إلى أن الوفد الصحفي المصري قد نقل على حين غرة الى المخيمات برفقة “نشطاء من الجزائر وصحافيين من موريتانيا ونائب برلماني موريتاني”.

وأكد أنه وزملاءه ـ طلبوا خلال تواجدهم قرب المخيمات ـ الإقامة في فندق لكن (مرافقيهم من الجبهة الانفصالية) رفضوا بدعوى أنهم يمتثلون إلى العادات والتقاليد المرعية التي تحض على الاعتناء بالضيف في مساكن مع الأهالي”.

وأكد الصحافي المصري أن مرافقيه “لم يكونوا يسمحون لنا بلقاء سكان المخيمات مطلقا وأن النانة الرشيد لم تكن تفارق الوفد مطلقا، وكانت تتظاهر طيلة فترة الزيارة بمطالعة الحاسوب وفتح عدة صفحات وهمية في فيسبوك باسم سفارات البوليساريو في دول متعددة، في محاولة للإيحاء للوفد الصحفي بأن “الكيان الوهمي” في الصحراء لديه علاقات دبلوماسية ويحصل على اعتراف الكثير من دول العالم.

وتحدث الصحفي المصري عن تجربته المفاجئة في المخيمات والتي لم يحسب لها أي حساب مطلقا.

وقال أبوزيد “عشنا أربعة أيام في المخيمات.. لاحظت حالة مأساوية جدا يعيشها أطفال المخيمات، الأمية ضاربة أطنابها هناك، لا مطاعم ولا فنادق ولا شوارع، لا نستطيع التحرك هناك، كانت الحراسة مضروبة علينا أينما تحركنا، كانوا يمنعونا من اللقاء بسكان المخيمات، أشكال الحراسة غريبة جدا؛ حيث يتكفل بها أناس لا يعرفون الكتابة أو القراءة، وجوههم عابسة والشر يتطاير من أعينهم”، مؤكدا أن ما لاحظه هناك لا يوجد له “أي مقوم من مقومات الدولة”.

وأضاف بعد ذلك “انتقلنا إلى مكان يسمى مدينة تافريتي، سألناهم عن المسافة الفاصلة بين المخيمات وتافريتي قالوا في حدود 120 كيلومترا، وهكذا خرجنا في تمام السادسة صباحا رفقة الوفد عبر ما يزيد عن 40 سيارة، ووصلنا مرهقين جدا مع غروب الشمس، كانت الطريق وعرة جدا وغير معبدة، لم نجد مدينة تافريتي بقدر ما وجدنا ثكنة عسكرية فقط، وجدنا وفودا من موريتانيا والجزائر.. لم تكن هناك أية وسيلة اتصال، لا هاتف ولا إنترنيت، كنا منقطعين عن العالم.. حضرنا مناورة عسكرية هناك بمعدات قديمة جدا، وبعدها زرنا ما يسمونه بالمتحف العسكري حيث توجد طائرة محطمة قيل إنها مغربية”.

وأكد شاهد العيان المصري أن حال سكان المخيمات “تبعث على الرثاء حقيقة، حياة لا آدمية، بيوت طينية وخيام، بيت واحد يتكون من طابق هو بيت الرئيس (الراحل للجبهة الانفصالية) محمد عبدالعزيز.

وشدد المصدر المصري أن الزيارة جعلته يتيقن بشكل نهائي “أن هؤلاء الناس ليسوا أصحاب قضية”، قائلا “شعرنا بأنهم ضحكوا علينا، كنا نتوقع أن نحضر مؤتمرا في الجزائر فإذا بنا نوجد في مكان آخر (تندوف).

واكد أبو زيد أنه أخبر النانة الرشيد منظمة الرحلة المخادعة عندما عاد إلى القاهرة بأنه سيؤلف كتابا عن الزيارة، فما كان منها إلا ان ترجته ألا يكتب أي شيء لأنه سيؤذيها، حسب ما قالت له، ليردّ عليها “إنك يا سيدتي لست صاحبة قضية”.

واختتم الصحفي المصري حواره بأنه أدرك من خلال الزيارة إلى تندوف أن النانة الرشيد تستقطب صحافيين وكتابا مصرين (وغيرهم من الصحفيين العرب وحتى الدوليين) عن طريق عمليات نصب، لـ”يفاجأ الزائر (للجزائر العاصمة) بأنه وسط عصابات مسلحه ليس أمامه سوى استكمال الزيارة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *