آخر ساعة

تقارير وأبحاث دولية: هذه علاقات البوليساريو بالمنظمات الارهابية

شكلت العلاقة بين البوليساريو وتنظيم القاعدة محور اهتمام الباحثين الغربيين، خلال السنوات الأخيرة ويشهد لهم أنهم أول من دق ناقوس الخطر لهذه العلاقة ذات الطبيعة الخاصة بين البوليساريو من جهة والتنظيمات الجهادية، التي تسودها البرجماتية في شتى مناحيها من جهة أخرى. وهذا ما كشف عنه “إيغناسيو سمبريرو” الصحفي الأسباني المتخصص في قضايا المغرب، من حالة من التخبط والارتباك التي تحياها الجبهة الانفصالية. نتيجة قلة الموارد المالية لديها، خاصة داخل مخيمات المحتجزين، لانخفاض المساعدات الإنسانية وما شابهها كلها تعتبر عوامل رئيسية دفعت البوليساريو الى البحث عن موارد مالية، أو بدائل جديدة بعد تراجع الداعمين الغربيين القدامى وشح مساعداتهم خاصة المالية منها حيت وجدت البوليساريو البديل  السريع في التنظيمات والتيارات الجهادية التي لديها وفرة في الموارد المالية  كالقاعدة وما يدور في فلكها.

ما سبق تؤكده التحولات الدائرة داخل التنظيم الانفصالي البوليساريو نحو القاعدة والجماعات الجهادية، وهدا ما تؤكده دراسة حديثة لمجموعة التفكير الأمريكية “أطلانتيك كاونسل” والتي حذرت من   خلالها ما أطلقت عليه تحالفا سريا بين البوليساريو والقاعدة، فيما يعرف بأدبياتها بـ”بلاد المغرب الإسلامي”، والتي اشتهرت بخطف المواطنين الأجانب والبعث بهم في الصحراء وتحديدًا داخل مخيمات تندوف.

في موازاة ذلك تناول تقرير أخر أصدرته وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية التابعة لوزارة العدل، حول وضعية الإرهاب في العالم، ليضع التقرير للمرة الثالثة على التوالي مخيمات “تندوف” كمنطقة غير آمنة بعد عدد من الاختطافات التي حدثت بالمخيمات، خاصة اختطاف عاملين بمنظمات إنسانية بالمخيمات التي تشرف عليها الجبهة. هده التحاليل تدفع كلها  بقوة إلى التأكيد على أن ثمة تحولات بنيوية شهدتها “البوليساريو” إما بدافع العوز للدعم المالي أو البحث عن شريك في المواجهة مع المملكة المغربية بشكل خاص بعد فشل مسانديه وعدم الثقة في جدوى هذه المساندة، فكان التوجه صوب التيارات الإسلامية الجهادية التي تتقاطع معها في عدد من الأهداف. على رأسها تهديد الدولة المغربية. للحصول على مكتسبات مادية وسياسية.

إن البوليساريو تحولت من جماعة  انفصالية إلى جماعة وظيفية في أيدي التيارات الجهادية الراديكالية التي باتت تملك الموارد الكافية من المال والسلاح. المتدفقة عليهم من كل مكان سواء كان من الداعمين المباشرين أو المتعاطفين معهم، ساهمت بقدر كبير في توظيف البائسين والمحبطين داخل الصحراء الذين ينشدون وضعا ماليا وصحيا يخالف واقعهم الذي بات مريرًا. نتيجة ضعف قيادة البوليساريو في الوصول إلى رؤية مع آليات الواقع المتغيرة والمتبدلة. خاصة مع الجانب المغربي فضلا عن الدور الذي تلعبه أسبانيا والغرب بهذه الورقة، دون أن يكون له مقابل أو ثمن يعود عليهم بالنفع. وهو ما أكد عليه “جو غريبوسكي”، الخبير في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب أن مخيمات تندوف أصبحت مجالا خصبا لاستقطاب المقاتلين إلى صفوف التنظيمات الإسلامية التكفيرية.

وفي تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» كشف عن كون تنظيم القاعدة وفروعه المباشرة قد جنوا أرباحا تقدر بـ125 مليون دولار على أدنى تقدير من إيرادات عمليات الاختطاف منذ عام 2008، منها 66 مليون دولار قد سددت خلال العام الماضي فقط. ورصدت وزارة الخزانة الأمريكية مبالغ الفدية، بمجموعها، لتصل إلى مبلغ وقدره 165 مليون دولار خلال ذات الفترة.وتذكر الصحيفة ذاتها نقلا عن “ديفيد كوهين”، وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في خطاب له في عام 2012 أن الاختطاف لقاء الفدية من أهم مصادر تمويل الإرهاب في الوقت الحاضر. فكل معاملة تشجع تنفيذ معاملة أخرى. وان  اللغز الذي لم يتطرق إليه أحد أو يتناوله بشكل دقيق هو أنه لولا البوليساريو ما كانت نجاحات القاعدة في الصحراء لان الجبهة الانفصالية اعلم بدروب الصحراء المتعرجة والوعرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *