آخر ساعة

عندما بقي قادة البوليساريو حبيسي ممرات فندق مؤتمر “عدم الانحياز”

رغم الرهان الذي وضعته البوليساريو والجزائر على أشغال  القمة 17 لحركة عدم الانحياز والتي انعقدت مؤخرا بجزيرة مارغاريتا بفنزويلا إلا أن نتائجها أتت محبطة لآمال الجبهة  ولحاضنتها الجزائر، التي عملت على تسخير كل ما لديها من عتاد بشري ومالي من اجل مشاركة البوليساريو في هذه القمة كضيف شرفي، ولتتبنى القمة كذلك اقتراحات الجزائر.. إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الجزائر التي تكبدت هي وربيبتها خسارة وفشلا ذريعين ، حيث إنها اعتمدت على الأوهام والأحلام أثناء هذه القمة، ويأتي هذا الفشل التام للجزائر غداة سحب جمايكا لاعترافها بالجمهورية الوهمية، والذي خلف صدى سياسيا طيبا بجزيرة مارغاريتا. كما يؤكد من جهة أخرى أن دعم البوليساريو آخذ في التراجع بشكل ملموس والدليل هو عدد الدول التي سحبت مؤخرا اعترافها بهذا الكيان الوهمي الهلامي.

المتتبعون لأعمال القمة يرون أن النتائج التي خرجت بها القمة جاءت صادمة لجبهة البوليساريو والجزائر الذين حاولوا عن طريق فنزويلا والتي تساند الجمهورية الوهمية بجعل هذه القمة تسير لصالحها ،إلا أن الدبلوماسية المغربية كانت على حذر بخصوص كل مايحاك ضد المغرب، واستطاعت ان تضع حدا للمناوشات وأعمال الكولسة التي قامت بها كل من الجزائر والبوليساريو والبلد المضيف لهذه القمة والمساند لأطروحة البوليساريو، وهدمت بذلك كل المخططات التي وضعوها وطردت ممثلي جبهة البوليساريو الذين بقوا رهائن ممرات الفندق الذي تجري بها أشغال القمة دون ان يتمكنوا من الدخول لحضور أشغال القمة.

نفس المتتبعين يضيفون ان ملف الصحراء المغربية استفاد من أعمال القمة من خلال رفض البلدان الأعضاء دعوة الجمهورية الوهمية للقمة بالرغم من الضغوطات التي مارستها الجزائر والبلد المضيف فنزويلا وغياب أية إشارة إلى الصحراء المغربية في خطابات المسؤولين السامين للبلد المضيف، فنزويلا، وخاصة في كلمة الافتتاح والاختتام للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ما شكل صفعة قوية للانفصاليين ، الذي تعتبر حكام فنزويلا من حلفائهم الأوفياء، ثم كون الوثيقة النهائية للقمة لم تخرج عن أدبيات الحركة منذ قمة هافانا بكوبا في شتنبر 2006، حيث تم استنساخ الفقرات المتعلقة بالصحراء المغربية والتي تكرر المواقف السابقة للحركة وتؤكد الدعوة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع المفتعل كما تشكل نقطة رد الفعل القوي لأصدقاء المغرب على إدراج خريطة للمغرب مبتورة من صحرائه، لأول مرة في التاريخ، بالموقع الرسمي للحركة، النقطة القوية في هذه القمة، مما أجبر فنزويلا على سحب الخريطة على الفور، ثم أخيرا التأكيد على الطابع الثنائي لمشكل الصحراء، سواء من خلال المناقشات الساخنة بين المغرب والجزائر فقط، أو من خلال فشل الجزائر في دفع طرف آخر للترشح في مواجهة المغرب لرئاسة اللجنة السياسية، ويعتبر كل ما سبق ذكره مكاسب قوية حققتها الدبلوماسية المغربية على حساب الجبهة وصنيعتها الجزائر.

في نفس السياق يقول المشاركون في أعمال هذه القمة أن الشئ المثير  للسخرية أثناء أشغال هذه القمة هو بقاء ممثلي الانفصاليين الذين أتوا للمشاركة في القمة في ممر الفندق الذي احتضن أشغال القمة بعد رفض تمكينهم من التصريح للدخول إلى نطاق المؤتمر، ولم توجه لهم الدعوة إلى أي حفل استقبال مما جعلهم في حالة تدمر ونرفزة كبيرة تاركين المكان وهم يتحسرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *