متابعات

جهة سوس تنخرط بمشاركات وازنة حول المناخ في “كوب22”

شكل احتضان مدينة مراكش لأشغال الدورة 22 لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، فرصة لخلق دينامية كبيرة انخرطت فيها مختلف المؤسسات والفاعلين على صعيد جهة سوس ماسة ، من أجل بلورة تصور نوعي ومتكامل يبوئ هذه الجهة مشاركة وازنة في اشغال مؤتمر مراكش التي انطلقت بداية الاسبوع الجاري.

فمنذ الإعلان عن احتضان مدينة مراكش لهذا المؤتمر العالمي ،عقب انتهاء قمة باريس (كوب 21) ، بادرت العديد من المنظمات المدنية في جهة سوس ماسة ، إلى جانب عدد من الهيئات المنتخبة والمؤسسات الجامعية ، وبعض الإدارات العمومية وغيرها من الهيئات الأخرى على صعيد الجهة ، لعقد سلسلة من اللقاءات التواصلية ، والندوات العلمية ذات بعد وطني ودولي ، انصبت كلها على تناول موضوع التغيرات المناخية.

وفي هذا السياق كان لجامعة ابن زهر ـ أكادير، إسهام وازن في إغناء التصورات والحلول المقترحة من أجل الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على كوكب الأرض ، حيث نظمت الجامعة في شهر مايو الماضي مناظرة دولية ، بتعاون مع معهد الأبحاث من أجل التنمية بفرنسا، ومركز تدبير الدراسات الاستراتيجية بالبرازيل.

وشكلت هذه المناظرة محطة مهمة في مجال تشبيك مشاريع البحث العلمي والتكوين حول قضايا البيئة والتغيرات المناخية في أوربا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وذلك بغرض استخراج مشاريع للتعاون في مجال البحث والتكوين والابتكار المرتبطة بتأثير التغيرات المناخية على المناطق الجافة ، وشبه الجافة ، إلى جانب المناطق الجبلية.

وقد أفضى هذا الملتقى الدولي ، الذي تميز بمشاركة نخبة من الأكاديميين والأساتذة الباحثين من المغرب ومن مختلف الجنسيات ، إلى صياغة أرضية ذات بعد كوني حول التغيرات المناخية وتأثيرها على المنطقة المتوسطية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، حيث ستشكل هذه الأرضية منطلقا لوضع تصور لتدبير مستدام للموارد الطبيعية ، خاصة منها الموارد المائية ، والأراضي ، والنظم البيئية النباتية ، والموارد البحرية.

وإلى جانب هذه المناظرة الدولية ، شهدت جامعة ابن زهر خلال الأسبوع الماضي ، تنظيم ندوة دولية ثانية معتمدة من طرف (كوب 22) ، خصصت لمناقشة موضوع دينامية المجالات الغابوية والمناطق المحيطة بها وذلك بمشاركة نخبة من الأخصائيين والخبراء الأجانب المنتسبين إلى دول كندا وفرنسا ومدغشقر وكازخستان وروسيا وتركيا والجزائر وتونس ، إضافة إلى مشاركة وازنة للعديد من الاساتذة الباحثين من مختلف الجامعات ومؤسسات التدريس العليا ومراكز البحث بالمغرب.

وشكل هذا الملتقى العلمي الدولي بدوره فرصة لمناقشة عدد من القضايا المرتبطة بواقع ومصير المجالات الغابوية ومحيطها ، وذلك انطلاقا من كون هذه المناطق لعبت على الدوام دورا هاما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على الموارد الطبيعية .

غير أن النظم البيئية في المجالات الغابوية والمناطق المحيطة بها أصبحت تستوجب وبإلحاح تنزيل إجراءات تجعل هذه المناطق قابلة للتأقلم بشكل وظيفي وهيكلي مع الإكراهات التي تعترض استدامتها على الصعيد الكوني ، سواء تعلق الأمر بالدول النامية التي تعرف فيها هذه المجالات استغلالا مفرطا ، أو في الدول المتقدمة حيث تتم في الغالب المحافظة على هذه المجالات وصيانتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *