ثقافة وفن

فنانون وباحثون: نطالب بتسجيل “العيطة الجبلية” ضمن التراث العالمي اللامادي

دعت مائدة مستديرة نظمت في إطار الدورة السادسة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية المقامة ، حاليا ، بتاونات، إلى إنقاذ وإحياء هذه الفنون عبر التسريع بتسجيل “العيطة الجبلية” ضمن التراث العالمي اللامادي لمنظمة اليونسكو.

و أوصت الندوة التي نشطها باحثون في المجال في إطار الشق الفكري للمهرجان المنظم ، من 22 إلى 24 يوليوز الجاري، بالعمل على تأكيد مكانة فن “العيطة الجبلية” في التراث المغربي والمتوسطي اللامادي، يشترك في صفاته ومعانيه ونغماته مع الفنون العالمية، ويسهل الحوار بين الثقافات.

كما حث المتدخلون على ضرورة إبراز ملامح هذا الفن وجمعه ودراسته والتعريف بفنانيه من شعراء وزجالين وملحنين، كخطوة أولى ، في انتظار أعمال جامعية تعطي لهذا الفن حقه من البحث والتمحيص.

وعبروا عن الأسف لكون فن “العيطة” عامة و”العيطة الجبلية” على وجه الخصوص، “لم ينل حظه من الدراسة والبحث”، رغم أنه أصبح من إحدى أدوات “تهذيب” ذوق سكان الجبال (اجبالة واغمارة) وتوسيع التفاهم بين القبائل من مختلف جهات المغرب.

ووجهت الندوة دعوة صريحة لمنظمي المهرجان الوطني لفنون لعيطة الجبلية للتفكير في مستقبل هذه التظاهرة والبحث عن أنجع السبل لجعله مهرجانا دوليا يربط الفنون المحلية للموسيقى والرقص بالفنون الجبلية المتوسطية وبالحضارات التي تعاقبت على البحر الأبيض المتوسط.

وتعتبر هذه التوصيات محاور يشتغل عليها منظمو المهرجان الذين قرروا في ، مستقبل دوراته ، استضافة ألوان من موسيقى الجبال من بلدان أخرى، خصوصا في الضفة المتوسطية المعروفة بتشابه إيقاعاتها، بالموازاة مع إطلاق ورش كبير يروم كسب اعتراف منظمة اليونيسكو بالعيطة الجبلية كتراث عالمي لامادي.

وكانت الدورة السادسة من المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع عمالة إقليم تاونات، والمجلس الإقليمي، وجهة فاس-مكناس، وجماعة تاونات، قد افتتحت أمس الأول السبت ، بتأكيد الوزارة الوصية على أن المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية أصبح رقما ثقافيا راسخا في خريطة مهرجاناتها، مما يجعل الوزارة حريصة على دعمه ومده بنفس الاستمرارية.

وقال عبد العالي السيباري المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتازة في حفل الافتتاح بأن عمل هذه الأخيرة يتمثل في توفير الشروط الأساسية لنجاح وتطوير هذا المهرجان، إيمانا منها بالدور الثقافي والحضاري للفنون الشعبية في الكشف عن ملمح الهوية المغربية الغني بروافده وإبداعاته، واقتناعا منها بالدور اللافت للمهرجانات في الرفع من وتيرة التواصل الثقافي والتنمية الاقتصادية والسياحية المحلية.

وافتتحت الدورة بلوحات فنية من موسيقى العيطة الجبلية من أداء فرق وفاء العسري (تطوان)، وعبد اللطيف الخمسي (شفشاون)، ومحمد الكوشي (تاونات)، التي أمتعت الجمهور من ساكنة المدينة وزوارها فوق منصة بساحة (الحسن الأول) المحتضنة أيضا لفرقة الحضرة الشفشاونية خيرة افزاز (شفشاون)، وفرقة المختار الجنحي (تاونات)، وفرقة حجي السريفي (طنجة)، وفرقـة طيور الجبال للتراث الموسيقي محمد اجبيلو (العرائش)، فضلا عن الفنان الشعبي عبد العزيز أحوزار الذي سيختتم الدورة.

ويستضيف المهرجان مجموعة من المبدعين والنجوم كضيوف شرف بهدف تحقيق اللقاء والتواصل مع الجمهور، ومن بينهم أمينة رشيد ومحمد الدرهم ومحمد الجم ومجيدة بنكيران ومحمد الشوبي ونعيمة إلياس ومحمد بلهيسي.

وبالموازاة مع العروض الفنية، برمج المنظمون عدة أنشطة ثقافية وعلمية وتربوية ضمنها نصب “خيمة الشعر في العيطة الجبلية” طيلة أيام المهرجان، بمشاركة شعراء متخصصين في العيطة الجبلية ينتمون إلى مختلف مناطق المملكة، وكذا “خيمة فضاء الحكاية الجبلية”.

وأسبق حفل افتتاح الدورة بتقديم الفرق الفائزة في المسابقة الوطنية للإبداع في العيطة الجبلية، وهي جائزة أحدثت لتحفيز الفنانين والفرق والمجموعات الموسيقية والغنائية والصوتية العاملة في مجال الأغنية الجبلية، على الخلق والإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *