وطنيات

انضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا بعد أسابيع

يستعد المملكة المغربية للانضمام رسميا إلى المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب أفريقيا في شتنبر المقبل وذلك تنفيذا للموافقة المبدئية التي حصلت عليها في شهر جوان (حزيران) الماضي في قمة منروفيا بليبيريا، حسب ما أوردته “مونت كارلو الدولية”، اليوم الأحد.

 

وعلى خطى المغرب، قدمت تونس بدورها طلبا رسميا للانضمام إلى هذه المجموعة، وتأمل أن يتم ذلك في القمة المقبلة نهاية هذا العام. فهل هو حج أفريقي على حساب الاتحاد المغاربي أم منافسة مغربية تونسية؟

 

لا أحد يمكنه أن ينفي وجود منافسة تونسية مغربية سواء في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو في العلاقات مع أفريقيا.

 

وتعود هذه المنافسة في جانب كبير منها إلى التشابه الكبير في اقتصاديات البلدين. فهي اقتصاديات غير نفطية وتعتمد على تصدير نفس المنتوجات من مواد زراعية وأدوية وفوسفات بالإضافة إلى الدور الحيوي للسياحة. كما يعد استقطاب الاستثمارات الأجنبية وبخاصة في الميدان الصناعي من بين أهم مجالات المنافسة بين البلدين.

 

غير أن المغرب يتمتع بأسبقية زمنية كبيرة مقارنة مع تونس بالنظر إلى عراقة علاقاته التاريخية مع شرق أفريقيا وبالنظر خاصة إلى تحوله منذ عشر سنوات نحو هذه المنطقة.

 

إذ تتمتع الشركات البنكية وشركات الاتصال المغربية بحضور قوي هناك منذ سنوات. في نفس الوقت، لا بد من تنسيب حجم هذه المنافسة في سوق تقدر بثلاثمائة مليون مستهلك. هي سوق كبيرة وربما تتجاوز حجم المغرب وتونس معا مما قد يفسح مجالات أكبر لتعاون مؤسساتهما.

 

غير أن السؤال الأكثر إلحاحا هنا يتمثل في معرفة خلفيات هذا التوجه الأفريقي للبلدين والحال أن الاتحاد المغاربي قائم رسميا. ولا نعتقد أنه من باب المزايدة الخطابية هنا القول بأن هذا التوجه يعني إقرارا بموت الاتحاد المغاربي. فهذا الهيكل مشلول سياسيا بسب الخلاف المغربي الجزائري، وهو مشلول اقتصاديا نتيجة هذا الخلاف ونتيجة عدم استقرار الأوضاع في ليبيا.

 

وبالتالي فهو لم يعد يمثل أي أفق بالنسبة للاقتصاديات المنتجة التصديرية مثل حال المغرب وتونس. في حين تبقى الجزائر منغلقة على اقتصادها المؤسس على الريع النفطي والغازي وعلاقتها بأفريقيا سياسية أكثر منها اقتصادية.

 

ضمن هذا الشلل في البناء المغاربي وفي ظل تعنت المواقف السياسية الرسمية في الجزائر وفي المغرب، نرى أنه من الطبيعي أن تبحث بلدانه عن حلول أخرى ولو مؤقتة في انتظار أن تتضح الرؤية مستقبلا حول مصير الاتحاد المغاربي.

 

كان من المفروض أن تقام علاقات شراكة متينة بين اتحاد مغاربي متماسك ودول أفريقيا. غير أن أولويات السياسيين غير ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *