متابعات

خبير عسكري: لهذا السبب أعفي بنسليمان وعروب

إنهاء مهام بنسليمان وقبله عروب، يدفع للتساؤل حول ما إذا كان للأمر علاقة بتقدمهما في السن وبالتالي الرغبة في تشبيب قيادات المؤسسة العسكرية؟ أم أن هناك أسبابا أخرى وراء ذلك؟

السن والمرض

المحلل والباحث السياسي، محمد شقير، يوضح بأن الأمر “يدخل في إطار صيرورة تجديد النخبة العسكرية التي بدأها الملك محمد السادس منذ توليه العرش”.

وحسب شقير فإن هذه “الصيرورة” تضمنت العمل بعدد من “الآليات”، من بينها، “احتفاظ الضباط بمعاشاتهم وعملية الترقية السريعة”، ما أدى “في نهاية المطاف إلى أن كل الضباط الذين وصلوا سن التقاعد يحالون على التقاعد”.

الملك محمد السادس استقبل بالقصر الملكي بالرباط الجنرالات عروب وبنسليمان وحرامو، وشكرهم على الخدمات التي أسدوها للوطن، وعين الملك الجنرال الوراق مفتشا للقوات المسلحة مكان الجنرال عروب ، والجنرال حرامو قائدا للدرك الملكي مكان الجنرال حسني بنسليمان!.

ويضيف الخبير العسكري، أن تلك العملية شملت حتى كبار الضباط بما فيهم حسني بنسليمان وبوشعيب عروب، وهي المسألة التي يرى بأنها “مرتبطة أساسا بالتقدم في السن والمرض”.

وبنهاية مهام بنسليمان وعروب، تتم، حسب شقير، “إزاحة آخر شخصيتين من الجيل القديم داخل المؤسسة العسكرية” وهو ما يجدد المتحدث التأكيد على أنه يدخل في إطار “صيرورة لتجديد النخبة العسكرية التي تفترض بالأساس إحالة كل من وصل سنا معينة على التقاعد”، إذ لا يرى أن هناك سببا آخر غير التقدم في السن وراء إنهاء مهامهما.

حكم الطبيعة

بدوره لا يبتعد، الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية، عبد الرحمان مكاوي، عن التفسير الذي قدمه شقير لإنهاء مهام بنسليمان وقبله عروب، إذ يقول إن “الطبيعة هي التي حددت هذا الإعفاء”.

ويتابع المتحدث موضحا أن “بنسليمان هو أقدم مسؤول أمني في المغرب”، كما يعتبر “آخر الضباط الأقدمين أو ما يسمى بالمربع الذهبي الذي كان يتشكل من المرحوم الجنرال عزيز بناني والجنرال عبد الحق القادري وكذلك الجنرال بوشعيب عروب والجنرال حسني بنسليمان”.

ويلفت مكاوي إلى أهمية الدور الذي كان يقوم به بنسليمان بقوله إن “وفاءه وإخلاصه منذ الاستقلال إلى الآن وخاصة منذ تولى مديرية الدرك الملكي سنة 1972 جعل منه رجلا محوريا في استقرار البلاد وكذلك مواكبة التحولات السياسية والأمنية التي شهدها المغرب خلال العقود الأخيرة”، قبل أن يردف أن “الغرض من هذا الإعفاء كذلك تشبيب المؤسسة العسكرية والأمنية”.

ويضيف المتحدث موضحا أن ذلك التشبيب تستدعيه أيضا “التحديات الجديدة والمخاطر المتعددة التي يعيشها المغرب خاصة على مستوى الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات والحدود”، معتبرا أن “إعفاء بنسليمان وتعويضه بجنرال آخر أكثر شبابا قد يعطي دفعا جديدا للمؤسسة الأمنية الدركية”.

وفي سياق حديثه يشير الخبير إلى “ضخامة” المؤسسة التي يشرف عليها بنسليمان والتي “تسيطر على أكثر من 80 في المئة من التراب الوطني”، مبرزا أن “المصلحة العليا للبلاد والتحديات التي تواجه الأمن القومي المغربي تحتم استبدال هذا الجنرال “الذي يفوق سنه الثمانين”، مردفا انطلاقا من ذلك أن “الإعفاء أمر طبيعي”.

يشار إلى أن كلا من بنسليمان وعروب تجاوزا العقد الثامن، وفي الوقت الذي يشغل الجنرال بنسليمان مهمة قيادة الدرك الملكي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، فإن الجنرال عروب، عين قبل نحو ثلاث سنوات فقط في منصب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائدا للمنطقة الجنوبية خلفا للراحل الجنرال عبد العزيز بناني بسبب مرض الأخير وتوجهه إلى الخارج لمتابعة العلاج، حسب ما أكدته مصادر إعلامية حينها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *