احتفت ثلة من المثقفين والخبراء والأساتذة والطلبة والإعلاميين، مساء أمس الجمعة بمدينة طانطان، بالألعاب الشعبية الأصيلة بالصحراء المغربية جنبا إلى جنب مع عدد من نساء ورجال المنطقة ممن يحمون هذا الشكل من التراث اللامادي الهام.
جرى ذلك خلال افتتاح فعاليات ملتقى الطانطان الثالث حول الفن والتراث الذي تنظمه “جمعية أصدقاء متحف الطنطان” هذا العام تحت شعار “ألعابنا الشعبية ذاكرتنا التراثية” على مدى يومين.
وتم خلال هذه الأمسية الافتتاحية تتويج متسابقات ومتسابقين في مسابقة ثقافية ذات دلالة رمزية نظمت في لعبتين شهيرتين من الألعاب الشعبية الحسانية، هما لعبة “السيك” ولعبة “ظاما”.
وتتألف لعبة السيك من ثمانية أعواد خشبية مجهزة تجهيزا خاصا ويلعبها فريقان متنافسان يستخدمان أعوادا يتم تحريكها في ميدان خاص يرسم على الأرض وحسب قواعد مخصوصة وتحظى بشعبية أكبر لدى فئة النساء، فيما تعتبر لعبة ظاما أو ظامت من أبرز الألعاب الشعبية المحببة لدى فئة الرجال بالمجتمع الحساني وتلعب على رقعة مسطرة بكيفية هندسية متساوية يتم رسمها على الرمل ويصل عدد خاناتها وتقسيماتها إلى أكثر من ثمانين مربعا.
وقال رئيس “جمعية أصدقاء متحف الطانطان”، إبراهيم الحيسن، في كلمة داخل الفضاء الثقافي للخزانة الوسائطية بمدينة طانطان التي تحتضن أشغال الملتقى، إن دورة هذا العام تسعى إلى بحث آليات وسبل المحافظة على ألعابنا الشعبية باعتبارها ذاكرة تراثية متميزة.
وأضاف نحاول في هذا الملتقى أن ” نستكشف فاعلية هذه الألعاب الشعبية في تجلياتها الأدبية والادائية والفنية والابداعية داخل النسق الثقافي لمجتمع البيظان”.
وعرفت الأمسية الافتتاحية للملتقى تكريم إحدى الصانعات التقليديات وأحد الصناع التقليديين تعبيرا عن اهتمام المنظمين بتثمين الموروث الثقافي الحساني في مختلف تجلياته الفنية والثقافية والأدبية، إضافة إلى افتتاح معرض تشكيلي بعنوان ” ألوان الصحراء”.
وستتواصل فعاليات هذا الملتقى غدا السبت بتنظيم مائدة مستديرة حول “الألعاب الشعبية البيظانية” وتقديم كتاب “الألعاب الشعبية عند البيظان..أنواعها وقواعد ممارستها”.