وطنيات

عبد العزيز السلامي يكتب .. التكتيك والمزايدة في مستجدات ملف الصحراء

منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، تاريخ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، لم تكن أطراف النزاع في ملف الصحراء، مُطمئنة لهذا الاتفاق، الذي أعقبته “حرب باردة” اتخدت أشكالا متعددة على أكثر من صعيد، كلفت المنطقة المغاربية الكثير من الخسائر السياسية والاقتصادية!

وخلال الأسبوع الماضي، بدأت مؤشرات جديدة تنتصر للخيار العسكري، بعد استفزازات متكررة لجبهة البوليساريو من أجل فرض الأمر الواقع في المناطق المغربية التي تسميها ب”الأراضي المحررة”، حاول المغرب الرد عليها سياسيا من خلال اجتماعات تعبوية للبرلمان وقيادات الأحزاب، بالإضافة إلى ما تداولته وسائل الإعلام حول “زحف الجيش المغربي نحو الصحراء”، وهي خيارات سليمة طالما أنها تؤكد استعداد المغرب لكافة الخيارات الرامية إلى تحصين وحدته الترابية.

ما أود الإشارة إليه، هو أن ما قامت به البوليساريو يعتبر استفزازا، والاستفزاز بطبيعته يعتبر سلوكا ماكرا يدفع إلى ارتكاب رد فعل، وغالبا ما يكون رد فعل سلبي، بدليل أن البوليساريو تنفي كل ما نُسب إليها، لتدفع ببعض “المندفعين” إلى التهليل لخيار الحرب، بحماسة غير مدروسة، بالرغم من كون المغرب الرسمي لم يتخد بعد أي قرار بهذا الشأن، ودبلوماسية البوليساريو، بعد كل ما وقع، تعلن “دعمها” للجهود الأممية من أجل حل سلمي متفاوض عليه.

الأكيد جدا أن تطورات ملف الصحراء تستدعي “مهارة سياسية” في التعامل معها على غرار إدارة الملف برمته، والتأكيد على أن خيار الحرب في المنطقة، يعتبرا خيارا لاشعبيا ولا وطنيا ومغامرة يلوح بها، بين الفينة والأخرى، مجانين السلطة في الجزائر، وأن خطة البوليساريو لفرض الأمر الواقع والهجوم الاستفزازي على المغرب وبالمقابل إتقان فن المظلومية والبكائيات من طرف البوليساريو لاستدرار عطف المجتمع الدولي، يجب أن يقابلها تعبئة وطنية في الداخل والخارج “ضد الحروب بين الشعوب المغاربية التي تذكيها البوليساريو من خلال سلوكاتها الاستفزازية وتبيان الأساليب اللامسؤولة لميليشيات البوليساريو في الزج بالمنطقة المغاربية في حرب مدمرة، وأن تلقى هذه الحملة تأثيرا وصدى لدى كافة الشعوب المغاربية ومن خلالها المجتمع الدولي، ليبقى خيار الحرب وخرق اتفاق إطلاق النار من طرف ميليشيات البوليساريو خيارا بئيسا يساهم في عزل الجبهة سياسيا… واستعمال كافة وسائل التعبئة السياسية والاعلامية والرمزية لهذه الحملة المغاربية.

ومن أجل توضيح الموقف الوطني، يتوفر المغرب على كفاءات وطنية كبيرة، ذات مصداقية لما لها من أهمية في اقناع الضمير الانساني العالمي، من أجل شرح حقيقة الموقف المغربي الدفاعي عن سيادته وكشف مسؤولية البوليساريو في اللعب بنيران إشعال المنطقة.

وبالواضح والمرموز، فكما قال الشاعر “خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، عظماء فوق الأرض أو عظاما في جوفها”، وليس ذلك بعزيز على كل مغربي وطني، ولكن نتمنى أن يكون أخر خيار بعد استنفاد كافة الخيارات مهما كانت تكلفتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *