متابعات

إفلاس الجبهة..تشكل حركة تغيير جديدة بالبوليساريو

قالت مصادر إعلامية محسوبة على جهات في جبهة البوليساريو إن حركة جديدة في أفق التشكل يطلق عليها “المبادرة الصحراوية من أجل التغيير”، والتي من المرتقب بحسب ذات المصادرأن تعقد جمعها العام يوم 22 يونيو الجاري في مدينة سان سيباستيان باقليم الباسك.

وأبرزت هذه المصادرأن هذه الحركة تشكلت على أيدي قيادات سابقة بجبهة البوليساريو، من قبيل أحمد بارك الله، وولاد موسى، وحظية بيهة، حيث كشفت هذه المبادرة في أولى بياناتها بعد خروجها للعلن ” سعيها لمواجهة الفساد وسوء استخدام السلطة، ودحض الهيمنة الأبدية لقيادات جبهة البوليساريو”.

يذكر أن جبهة البوليساريو قد حاصرت المبادرة من خلال رفض منحها التصريح مستهل يناير الماضي، الشيء الذي استنكرته المبادرة ووصفته بالسلوك الإستبدادي، معلنة التحدي في وجه القيادة بمباشرة أنشطتها من داخل مخيمات تندوف.

وتنضاف هذه الحركة إلى حركات سابقة قادها شباب صحراويون يشككون في شرعية القيادة الفاسدة  التي تسيطر على الجبهة، والتي أصبحت عاجزة عن إيجاد مخرج لنزاع مستمر منذ أزيد من40 سنة بإيعاز من دولة الجزائر ومخابراتها.

وتستمد حركات التغيير والمبادرات الاحتجاجية وقودها من الانسداد الذي تعيشه مخيمات تندوف، ما دفع بالساكنة المحتجزة في صحراء تندوف إلى التمرد على أكثر من مرة على قيادة جامدة، فاليأس والشعور بالوقوع في فخ الإقامة شبه المستمرة في قلب الصحراء، والبقاء تحت رحمة ما تزودهم به سلطات الجزائر، والتوزيع غير العادل للمساعدات الإنسانية، كلها عوامل دفعت الساكنة وخصوصا الشباب، المتمردين بطبعهم، إلى الانتفاضة ضد القادة الدائمين والعاجزين عن إيجاد مخرج لنزاع الصحراء، والذين يتحركون، كدمى، وفق ما يمليه عليهم النظام الجزائري.

فالرفض الذي يعم مخيمات تندوف وصحوة شباب يعيش بلا أمل في مستقبل أفضل، كل ذلك أنتج حركات تمردية واحتجاجية غير مسبوقة هزت القيادة المتنفذة، الشيئ الذي سجل انشقاقات نشيطة ومؤكدة داخل جبهة الانفصاليين، بالرغم من أن القيادة تقوم بالتصدي لهذه الاحتجاجات لها بكل ما لديها من قوة وقمع وبطش واعتقال.

وتشكل حركات الاحتجاج هذه، حسب المراقبين لنزاع الصحراء، تعبيرا عن التذمر السائد من وضعية المأزق التام، وسط ساكنة صحراوية فقدت الأمل في أن تلوح بادرة مخرج من هذا النزاع، كما أن ظهورهذه الحركات  بأذرع عسكرية مكونة من جنود منشقين وقياديين قدامى ، تندرج في سياق مسلسل انطلق منذ فترة يروم تسليط الضوء على الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، وإظهار حقيقة مايجري داخل تلك المخيمات من قمع وإرهاب للساكنة.

  وأضاف المراقبون أن تكاثر الأصوات الرافضة والمنشقة يدل على الضعف والوهن الذي لحق الحرس القديم في البوليساريو، والذي ظل حبيس أفكاره الرجعية التي تعود إلى الحقبة الستالينية، والعاجز عن التكيف مع تحولات جيو-استراتيجية أعادت تشكيل عالم اليوم.

وتشكل ”حركة شباب التغير” التي تنادي برحيل القيادة الحالية وبإعطاء الفرصة للشباب للمشاركة في القيادة ومواقع المسؤولية، نموذجا واضحا لمدى تمدد المد الرافض والمتمرد على أساليب القيادة الحاكمة بالجبهة، إذ قامت هذه الحركة بالرغم من القمع الممارس عليها داخل المخيمات بفضح الأساليب الماكرة التي يتعامل بها قادة البوليساريو مع متطلبات ساكنة المخيمات، كما فضحت فشلها الذريع في التوصل إلى حل مناسب لمعاناة الصحراويين المحتجزين تحت خيام رثة وبيوت لا تتوفر فيها ادنى شروط الحياة اليومية، وعرت ”حركة شباب التغير” كذلك الواقع المزري بالمخيمات وجعلت الساكنة تقف بأم أعينها على مدى الإفلاس الذي وصلت إليه الجبهة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *