ملفات

السياسة تأكل أبنائها .. “مشاهد” تكشف مسارات سبقت “أفول” نجم زعماء ومنتخبون

بعد أن صعد نجم منتخبون وزعماء أحزاب سياسية في المغرب خلال السنوات القليلة الأخيرة، تزامناً مع أحداث طارئة في المشهد السياسي، جهويا ووطنيا،  بدأ نجمهم في التهاوي والأفول لأسباب سياسية موضوعية وذاتية عدة، جعلت هذه الزعامات التي يصفها البعض بالشعبوية والبعض الآخر بالشعبية تتوارى شيئاً فشيئاً خلف ستار السياسة في المملكة.

“مشاهد” اقتصرت على بعض الأسماء التي خلفت “مغادرتها” للمشهد السياسي والانتخابي تساؤلات حول حياتها الجديدة، بعد أفول نجمها في السياسة، على خلاف بعض القيادات الحزبية التي بالرغم من مغادرتها للمناصب السياسية، إلا أنها تحضى بأدوار حاسمة في معترك السياسة، كالقيادي اليساري، محمد بنسعيد أيت ايدر وشيخ الحقوقيين، عبد الرحمان بنعمرو والوزير الأسبق عبد الرحمان اليوسفي والاستقلالي محمد بوستة، على خلاف “زعماء” غادروا السياسة من بابها الضيق!

حميد شباط

تمتع الأمين العام السابق لـ”حزب الاستقلال”، بشخصية  فريدة لم يألفها المشهد السياسي المغربي، وذلك من خلال تصريحاته غير المألوفة وطريقته الشعبوية في تدبير شؤون الحزب.

وحسب مراقبين للشأن الحزبي في المغرب، فإن الحزب فقد بريقه وتحول إلى كيان سياسي عادي، بعدما ظل لعقود يترأس الحكومات المغربية ويتحكم بالمناصب العليا في البلاد.

وفشل شباط، في ضمان ولاية ثانية له على رأس “حزب الاستقلال”، بعدما تمكن نزار بركة حفيد مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي علال الفاسي، من الظفر بالأمانة العامة بفارق شاسع بينه وبين شباط، ليخرج الأخير من زعامة الحزب من الباب الضيق، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به بركة من قبل أغلبية أعضاء المجلس الوطني، كما فقد رئاسة جهة فاس مكناس، وقيادة نقابة الاتحاد العام للشغالين وغيرها من المناصب، ليتوارى إلى الخلف مبتعدا عن الشأن السياسي والانتخابي.

طارق القباج

بعد أن كان في مقدمة المشهد السياسي بأكادير، خلال فترة رئاسته لبلدية أكادير، لولايتين متتاليتين، وقطبا اتحاديا كبيرا، خلال فترة تسيير حزبه للحكومة، حيث استطاعت لائحته حصد عدد كبير من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، ودفعه طموحه السياسي إلى بروز خلافات مع قيادة الحزب، وانخرط في قيادة مشروع تأسيس حزب سياسي، رفقة الراحل الزايدي وعمر اليازغي وأخرون،  قبل أن يجعله “تسونامي البيجيدي” خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، خارج كل الحسابات وفقد بريقه كرقم صعب في المعادلة السياسية بالجهة والمملكة.

فقد القباج كل مناصبه السياسية والانتخابية، وكان أخرها عضوية فريق المعارضة بالمجلس البلدي لأكادير، الذي قدم استقالته داخل تشكيلته بسبب غياباته المتكررة، واعتبر، حينئد، عدد من المتتبعين قرار القباج بكونه تخليا عن الدفاع عن مصالحهم بعدما منحوه أصواتهم للترافع على قضاياهم، سواء من موقع التسيير أو المعارضة، ليتوارى إلى الخلف متفرغا لإدارة مشاريعه التجارية والفلاحية.

محمد الكحص 

تسلق محمد الكحص أدراج الحزب، وأبان عن علو كعبه في عدة مجالات، خصوصا السّجال الفكري والسياسي والصحافة والإعلام، حيث استقدمه القيادي الاتحادي محمد اليازغي، لإدارة جريدة “ليبراسيون” التابعة للحزب.

قادته مهنة المتاعب داخل حزب معارض، وفي عز الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين بالمغرب، إلى الاستوزار في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، حيث تولى حقيبة الشبيبة والرياضة، ليُغادر السياسة تزامنا مع مغادرته للحكومة، ويتحاشى الظهور منذ ذلك الوقت، بإستثناء مبادرات انسانية واجتماعية محدودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *