مجتمع

مرعب..ماذا لو تحققت أسطورة “الأقزام المدمرة”؟

“الأقزام المدمّرة” أسطورة أمازيغية مُرعبة متداولة في كل من الجزائر والمغرب، تتحدّث عن أقزام خطيرين يهدّدون مستقبل الأرض بالفناء!

إنها فعلا قصة مرعبة لو تتحقّق، فما تفاصيلها؟

علاقتهم بالنمل

يقول كتاب “كوكرا في الميثولوجيا الأمازيغية” للباحث المغربي محمد أوسوس، إن هذه الأسطورة تروي قصة “مخلوقات قصيرة القامة تتّسم بخاصية التفريخ والتكاثر السريع ما يجعلها شبيهة بالنمل أو إنّ بينها وبين النمل قرابة، بل إن هناك رواية تعتبرها تخرج أصلا من بيض النمل، كما تتميز هذه المخلوقات بخبثها وسوءها وسعيها إلى إيذاء الكون والإخلال بنظامه، واكتساحه وتحويل خصوبته إلى عقم”.

ويشير الباحث الفرنسي كاميل لاكوست ديجاردان في كتابه “قاموس الثقافة البربرية في القبائل”، إلى أن هذه المخلوقات “تتميز بصغر قامتها إلى درجة أن سبعة منها يمكن أن تلعب داخل صاع، هذا في الموروث القبائلي في الجزائر”.

وحتى لا تُخرِّب الأرض ونظامَها، يقول محمد أوسوس “أُبعدت هذه المخلوقات إلى الطبقة السفلى من الكون، ذلك لأن وصولها إلى الأرض هو الذي سيؤدّي إلى خراب العالم وفناء الحياة فيه.. وتُعرف هذه المخلوقات جنوب المغرب باسم دُجّال وفي القبائل باسم التّجّال أو تيدجال، أي أنها تستعير اسم الدجّال المعروف من الإسكاطولوجيا الإسلامية”.

الأقزام الأمازيغ والأديان

ينفي محمد أوسوس وجود علاقة بين الأقزام الأمازيغية المدمّرة والدجال في الأديان الأخرى، فيقول “الدجال الأمازيغي (الأقزام)، يحيل على عدد لا يُحصى من الأقزام ما يبعده عن الدجال في الإسكاطولوجيا الإسلامية وفي التقليد اليهودي المسيحي، الذي يظهر فيه الدجال وحيدا، ليس قزما بل عملاقا، وليس ذميم الخلقة بل وسيما ساحر الجمال يفتن الجماهير”.

ويسترسل المصدر “لكنّها تُدعى أيضا تاسوست نْ إيد بوسنات توكَلين، أي جيل ذوي الضِّرسين الصغيرين في إيحاحان جنوب المغرب، انطلاقا من الاعتقاد بكون هذه الكائنات ستشكل آخر جيل من مخلوقات ستظهر قبل فناء العالم”.

ويفيد الباحث الفرنسي المتخصص في الثقافة الأمازيغية كاميل لاكوست ديجاردان أنه “بالموازاة مع انبثاق هذه الكائنات سوف يجفّ كل شيء فوق الأرض: الماء والتربة والفواكه، فلا ينبت شيء وتنضب ضروع الأبقار والماعز”.

وحسب محمد أوسوس “سيتكاثر هؤلاء الأقزام مثل البق (أم إيكوردان بالأمازيغية) إلى أن يملأوا العالم بشكل فوضوي، فيعوّضون البشر”.

في قراءة مغايرة لهذه الأسطورة وإسقاطاتها على الواقع، تقول الباحثة الجزائرية تاسعديت ياسين في كتابها “لصوص النار”، إن “هؤلاء الأقزام الذين يمثلون في الأسطورة الأنذالَ والأوباش، يمكن تقريبهم من الفئة الأشدّ بؤسا الذين يتموقعون في أسفل التراتبية الاجتماعية، فهم مُقدَّمون في الأسطورة ككائنات صغيرة محقّرة عديدة تكدّ لكنها لا تنتج شيئا وعديمة الذكاء، لأنها تقضي وقتها في قضم جذع شجرة لا تسقط أبدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *