متابعات

هذا ما ستربحه الجزائر والمغرب إذا فتحت الحدود بينهما

“يشهد الله أنني طالبت منذ توليت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية”، هذا جزء من الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس مساء الثلاثاء.

ومنذ أزيد من عقدين تم إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر.

وفي المقابل، تتعالى أصوات بالمغرب والجزائر تطالب بفتح الحدود بين البلدية لغايات اقتصادية وإنسانية.

​فوائد مشتركة

يرى رئيس مركز “أطلس” لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية بالمغرب، محمد بودن، أن لفتح الحدود بين المغرب والجزائر فوائد، معتبرا أن استمرار إغلاقها يكبدهما “كلفة ثقيلة”.

“خسائر إغلاق الحدود تتجاوز ملايير الدولارات”، يقول بودن الذي يرى أن البلدان يمكنهما تفادي تلك الخسائر، بل وجني أرباح اقتصادية مهمة في حال فتح الحدود الذي “سيساهم أيضا في تنمية المناطق القريبة منها”.

ومن الناحية الأمنية، يشير المتحدث إلى أن فتح الحدود من شأنه أن “يساعد على التنسيق الأمني ومراقبة تحرك العناصر الإرهابية ومحاربة الجريمة العابرة للحدود”.

بالإضافة إلى ما سبق، يتطرق المحلل السياسي المغربي، إلى الاستفادة التي يمكن تحقيقها على المستوى الإنساني.

وهنا يشير المتحدث إلى العلاقات العائلية التي تجمع كثيرا من المغاربة والجزائريين، إذ “حالت الحدود دون إحياء هؤلاء لصلة الرحم، رغم أن ما يفصلهم لا يتجاوز بضع كيلومترات”.

بموازاة كل ذلك، يشدد المحلل المغربي، على أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر لا يؤثر عليهما فحسب بل على المنطقة المغاربية ككل.

من ثمة يؤكد على أن “تحسن علاقات البلدين وفتح الحدود بينهما سيرخي بظلاله الإيجابية على الفضاء المغاربي ككل، وسيعود بالفائدة على بلدان المنطقة وشعوبها”.

بحث عن التكامل

“حين نتحدث عن الجزائر والمغرب فنحن نتحدث عن قواسم اجتماعية وثقافية ولغوية ومحلية مشتركة”، يقول الأستاذ الجامعي والخبير الجزائري في الشؤون الأمنية، أحمد ميزاب.

ويرى ميزاب أن فتح الحدود “سيحقق التكامل الاجتماعي والاقتصادي والأمني وسيكون بمثابة خطوة نحو الأمام في إطار ترسيخ قيم ومبادئ التنمية المشتركة في المنطقة”.

كما يرى الخبير الجزائري في الشؤون الأمنية أن هناك عددا من أشكال الاستفادة التي يمكن تحقيقها في حال فتح الحدود الذي سيسهل وفقه “حركة الأشخاص ورؤوس الأموال والمبادلات التجارية”.

“الجزائر بلد مصنع وله منتجات محلية مهمة يمكن أن يستفيد منها المغرب”، يقول المتحدث مشيرا في المقابل إلى إمكانية استفادة الجزائر مما ينتجه ويصنعه المغرب أيضا.

وفي الوقت الذي يؤكد بودن أن المغرب “تحمل المسؤولية في الخطوة الأولى” وأن الأمر في هذه المرحلة “يعتمد على قناعات الجزائر”، فإن ميزاب يشدد على ضرورة تحقق “شروط معينة”.

ويقول ميزاب إنه “من الضروري توفير أرضية صلبة يمكن أن تشكل انطلاقة لتحقيق ما سلف، وهي الأرضية التي تقوم على معالجة السلبيات والتحفظات الموجودة في هذا الموضوع ومناقشة العوائق المطروحة بين البلدين”، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *