جهويات

“الأنظمة الواحية .. التحولات والأفاق التنموية” .. شعار ندوة بيئية إيكولوجية بورزازات

ينظم المركز الدولي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الحكامة المجالية والتنمية المستدامة بالواحات والمناطق الجبلية، يومي 20 و 21 يناير المقبل بورزازات، ندوة تحت شعار “الأنظمة الواحية .. التحولات والأفاق التنموية”.

وتروم هذه الندوة، التي تقام بشراكة مع مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة والكلية متعددة التخصصات بورزازات، ومختبر الدينامية والمجال والتراث والتنمية المستدامة بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، التعريف بأهمية الواحات من الناحية البيئية والثقافية باعتبارها تراثا إنسانيا ثمينا يستحق الحماية، والوقوف على مدى مساهمة الواحات في التنمية المستدامة بالمناطق الصحراوية.

وذكر بلاغ للمنظمين أن هذا الملتقى، الذي ينظم بدعم من مجلس جهة درعة – تافيلالت وبالتعاون مع المجلس الاقليمي لورزازات والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، يتوخى كذلك تقديم مقترحات ميدانية وإجرائية حول المقاربات الكفيلة بضمان واحات مستدامة على المستوى الإيكولوجي والسوسيو-ثقافي والاقتصادي، باعتبارها نطاقات مستقبلية للاستثمار البيئي في الطاقات المتجددة وفي اقتصادات مجالات المغرب الأخضر.

كما يروم إبراز أهمية الواحات في تاريخ المغرب وتقديم نتائج الأبحاث العلمية الأكاديمية ومختلف التجارب التنموية للمجتمع المدني، إضافة إلى تحليل إشكاليات مركزية لها علاقة بالاقتصاد الواحي والتراث والبيئة والمجتمع، وتثمين المنتوجات المحلية والمعارف التقليدية لتحقيق التنمية المستدامة بالواحات المغربية.

ويبحث هذا الملتقى، الذي سيعرف مشاركة باحثين وخبراء ومنتخبين وفاعلين جمعويين، عدة محاور من بينها “التاريخ السياسي والسوسيو-اقتصادي بالواحات”، و”الفلاحة المشهدية بالواحات وإشكالية تنمية القطاع” و”التغيرات المناخية وأثرها على المجال والمجتمع الواحي”.

كما سيتطرق المشاركون في هذه الندوة الدولية لمواضيع تهم “التراث المعماري بالواحات وآليات المحافظة والتثمين”، و”المنظومات البيئية بالواحات وتدبير الموارد الترابية”، و”التثمين والتنمية المستدامة بالواحات .. بدائل وبرامج تنموية”.

واعتبرت أرضية الندوة أن الموقع الجغرافي لواحات الجنوب الشرقي للمغرب لعب أدورا مهمة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما جعلها ملتقى لتأثيرات ثقافية متعددة ساهمت في صناعة هوية المجال المحلي وحضارته المتنوعة والمتعددة الروافد.

وأضافت أن ساكنة الواحات اطلعت، بفضل تماسك مؤسساتها الاجتماعية التقليدية، بأدوار طلائعية في المحافظة على الأنساق الإيكولوجية الهشة عبر التدبير المعقلن والمستدام لمياه الري وصيانة منظومة النخيل التي تعتبر بمثابة القلب النابض لاستدامة البيئة والمجتمع الواحي، كما ساهمت عبقرية الإنسان الواحي في خلق واحات متأقلمة مع التغيرات المناخية وتدبير الندرة المائية لقرون عديدة دون الإخلال بمقومات الوسط الطبيعي.

وأكد المصدر ذاته أنه بالرغم من الأهمية البالغة للتراث الطبيعي والثقافي لهذه المناطق، فقد عرفت تحولات جوهرية مست الجوانب الرئيسية المؤسسة للتوازن المجالي في هذه الأوساط الإيكولوجية الغنية، فأصبحت بذلك الواحات التي كانت تشكل درعا للتصحر تعاني من زحف الرمال وتفكك البنيات الاجتماعية وتسريع وتيرة الهجرة الوطنية والدولية بسبب تغلل الأنماط الجديدة والعصرية لاستغلال الموارد الطبيعية التي أثرت سلبا على استدامة الأنماط البيئية والسوسيو اقتصادية بالواحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *