ثقافة وفن | جهويات

بلقاضي: أين وصل مشروع النصب التذكاري لزلزال أكادير؟

“لا أعرف كيف اتجهت للفن، فمحيطي لم يكن فنيا، وأول لوحة شاهدتها في حياتي كانت في محطة تطوان، رسومات تركها الإسبان. مع ذلك كنت أرسم منذ صغري. أذكر أنني عندما كنت أدرس في المسيد، كنت أجمع بعض رسوماتي، وكان للفقيه ابن شاب يدرسنا عندما يغيب والده. كنت أغتنم فرصة غياب الفقيه وحضور ابنه الشاب لأعرض عليه بعض رسوماتي البسيطة، كانت تعجبه، وكان يشجعني”.

يحكي الفنان التشكيلي مصطفى بلقاضي عن بداياته مع الرسم والفن عموما في حديث مع جريدة “مشاهد”.

 

بلقاضي الذي ولد بمدينة تطوان سنة 1959، والمقيم بأكادير منذ ما يزيد عن 35 سنة أكد أن الزمن لو عاد به للوراء، لاختار المسار نفسه، ولرغب في أن يصير فنانا تشكيليا مثل ماهو عليه الآن.

اشتغلَ في البداية كأستاذ للفنون التشكيلية بإحدى الإعداديات بأكادير، ثم كمدرس في مركز تكوين المعلمين، ثم ترك مهنة التدريس ليتفرغ للفن والابداع.

يقول بلقاضي” أكادير مدينة هادئة وجميلة، تساعد على الإبداع، لكنها معروفة فقط بالشمس والبحر، شمس أكادير تخفي الإبداع والثقافة وتحجب الفناننين”.

ثم يضيف “كانت هذه المدينة تمشي في الاتجاه الصحيح، لكن فجأة توقف كل شيء، كان يمكن أن تصبح أكادير مثل برشلونة مثلا، لكن ليس هناك رغبة لدى المسؤولين للنهوض بالمدينة، رغم وجود بعض المبادرات الفردية”.

ويتساءل التشكلي المغربي “ما مصير مسابقة تم تنظيمها بعد مرور 40 سنة على زلزال أكادير، وكنت قد شاركت فيها ونلت جائزتها الأولى، بغرض بناء نصب تذكاري يخلد حادث الزلزال الأليم الذي أودى بحياة الآلاف سنة 1960. ورغم مرور 18 سنة على هذه المسابقة لم يتم بناء النصب التذكاري، ولا يوجد شيء يخلد هذه الكارثة الإنسانية”.

مصطفى بلقاضي الذي شارك في معارض فردية وجماعية بدول كثيرة ومنها فرنسا، ألمانيا، إسبانيا وروسيا زاد في حديثه لـ”مشاهد” أن “مشكلة الفن في هذا البلد أن الناس تنظر إليه بأنه شيء ثانوي وغير مهم، في حين  إن الفنان يمكن أن يلعب دورا أساسيا في المجتمع، دورا غير مرئي، لكنه مهم”.

 

مع ذلك يؤكد أنه يمكن للفنان أن يعيش بفنه ولوحاته بالصبر والإصرار، فهناك فنانين يعيشون عيشا رغيدا بفضل أعمالهم وإبداعاتهم، فالجمهور ذواق، ويحب الفنان الجدي والمبدع.

بخصوص آخر مشاركته في روسيا بدعم من “جمعية ملتقى التاريخ” التي يترأسها المهندس علي بلوش، أورد بلقاضي “لم أكن أحلم أن أشارك وأرسم في روسيا، نظرا للبعد، وكذلك لارتباطنا في المغرب بالدول الأروبية القريبة أكثر، لكن التجربة كانت رائعة، حيث كنت المغربي الوحيد الذي شارك في ملتقى سموه بالخريف الذهبي بجامعة شوخوف بمدينة بليغوراد، رفقة فنانين عرب من العراق وسوريا وفلسطين وثلة من فنانين روس”.

ثم يردف نفس المتحدث “لم تكن التجربة الروسية مجرد ورشة للرسم، بل كانت برنامجا متكاملا، زرنا فيه معارض ومؤسسات ثقافية ومتاحف، وكذلك قمنا بورشات مع مدارس روسية، وربطت علاقات مع فنانين من روسيا ومن دول عربية، لقد كانت بحق تجربة فريدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *