متابعات

محللون..لهذا توترت العلاقات بين المغرب والسعودية

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” مساء الخميس، نقلا عن مسؤولين حكوميين مغربيين، أن المغرب أوقف مشاركته في العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

وأضافت الوكالة أن الرباط استدعت سفيرها لدى المملكة العربية السعودية، وقد أكد السفير في تصريحات له، صباح الجمعة، خبر استدعائه منذ ثلاثة أيام وذلك قصد “التشاور بشأن مستجدات طرأت مؤخرا على مستوى العلاقات بين الرباط والرياض”.

وباستثناء هذا الخروج الإعلامي للسفير المغربي في الرياض لم يصدر عن الجهات الرسمية المغربية، إلى حدود الآن، ما يؤكد أو ينفي خبر الانسحاب من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

قطر وزيارة بن سلمان

المحلل السياسي ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم منار اسليمي، يرى أن هناك بالفعل أزمة في العلاقات بين المغرب من جهة وأطراف في المملكة العربية السعودية من جهة ثانية، وهي الأطراف التي يقصد بها “جهات قد تكون هي الجيل الجديد الذي يحكم المملكة”.

ويتابع المتحدث أن عدة عوامل أدت إلى هذه الأزمة، من بينها الموقف من قطر، ذلك أن المغرب “لم يقبل”، يقول اسليمي “الاصطفاف إلى جانب الدول التي تحاصر قطر لسبب بسيط هو أنه لا يمكن نهائيا للمغرب، الذي ألقى ملكه في أبريل 2016 خطابا في مجلس التعاون الخليجي، أن يأتي بعد سنة ويصطف مع دول تحاصر دولة من دول ذلك المجلس”.

من مظاهر الأزمة بين البلدين، الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أواخر السنة الماضية، للمنطقة المغاربية والتي شملت ثلاثة بلدان لم يكن المغرب واحدا منها.

يوضح بهذا الخصوص أن “المغرب لا يقبل زيارات لزعماء دول دون أن تكون هناك أجندة محددة، وجدول أعمال واضح في إطارها”.

اليمن وتصريحات بوريطة

وعلاقة بالتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، يوضح اسليمي أن “المغرب دخل الحرب في اليمن في إطار الدفاع الشرعي عن الأراضي السعودية، ليتبين فيما بعد أن هذه الحرب انزلقت عن الأهداف التي وُضعت لها في البداية”.

ويتابع “لا أحد يمكن أن يبرر الآن استمرار هذه الحرب، وانسحاب المغرب منها يدخل في إطار إعمال قواعد الشرعية الدولية”.

ويشير المتحدث أيضا إلى الخروج الإعلامي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، ناصر بوريطة في حوار مع قناة “الجزيرة”، والذي يقول منار اسليمي إنه “دفع السعودية إلى توظيف ذراعها الإعلامي الذي هو قناة العربية في هجوم يمكن وصفه بأنه عدوان طائش على السيادة المغربية”.

ضعف التنسيق المشترك

الأستاذ الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خالد يايموت، بدوره يؤكد على أن هناك أزمة في العلاقات المغربية السعودية، يُرجع تاريخ بدايتها إلى سنة 2017.

“منذ تلك الفترة اعترت العلاقة بين المغرب والسعودية كثير من الخلافات”، يقول يايموت، وذلك بسبب “ضعف التنسيق المشترك”.

ويتابع يايموت مبرزا أن “المغرب تفاجأ ببعض قرارات المملكة العربية السعودية دون سابق تنسيق رغم أنها تهمه كطرف شريك”.

ووفق المتحدث نفسه، فإن المغرب “حاول من خلال القنوات الدبلوماسية أن يتدارك الأمر غير أن ذلك لم ينجح”.

موقف الوساطة

ويبرز الأستاذ الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خالد يايموت، مجموعة من العوامل أدت إلى توتر العلاقة بين البلدين.

أول تلك العوامل “تمسك المغرب بموقفه فيما يتعلق بالوساطة بين دول الحصار وقطر، الأمر الذي خلق نوعا من التوتر”.

وعلاقة بالتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، يوضح المحلل السياسي المغربي أن الاتفاق الذي كان سنة 2015 في عاصفة الحزم هو أن “الحرب ستكون خاطفة وعلى المدى القريب”، وعلى ذلك الأساس “تمت جدولتها من الناحية الزمنية ومن ناحية الموارد” غير أن تلك الجدولة “تم تجاوزها بشكل كبير”.

كما يرى المتحدث أن المغرب وبعدما “قيم وجوده العسكري في اليمن عبر مراحل، يبدو أنه صار يعتبر أن هذه الحرب يجب أن تقف وأن يتم إيجاد حل دبلوماسي”، خصوصا أنه ومن جهة أخرى “وجد نفسه أمام متناقضين استراتيجيين داخل اليمن هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *