جهويات

“بييزاج”: هذه حقيقة “اقتلاع” 40 شجرة زيتون بأكادير

بعد سوء الفهم الذي لازم اقتلاع 40 شجرة من الزيتون الموجودة بمحاذاة مشروع “اكادير باي”، أصدرت جمعية “بيزاج” المهتمة بالبيئة تقريرا مفصلا حول القضية، مؤكدة:” أنه بناء على القانون الاطار12-99 حول البيئة والتنمية المستدامة، وانطلاقا من روح المسؤولية البيئية التي أتى بها هذا القانون فيما يخص أدوار جمعيات المجتمع المدني العاملة بصفة أساسية في مجال حماية البيئة، ومن أجل الحق في الوصول للمعلومة البيئية الخاصة بالقضايا البيئية محليا وجهويا، وفي اطار التعاون المثمر والمتواصل مع السلطات المحلية باكادير المحيط في شأن حماية البيئة المحلية ، وبطلب من جمعية “بييزاج” للسلطات المحلية باكادير، وتنويرا للرأي العام المحلي والوطني حول قضية اقتلاع أشجار الزيتون بحي فونتي، انعقد يوم أمس الإثنين اجتماع بحضور السلطات المحلية وممثل قسم البيئة وجودة الحياة بجماعة اكادير وممثل مصلحة المغارس والفضاءات الخضراء، ومهندس ممثل الشركة”.

وأضافت الجمعية في تقريرها الذي توصلت به “مشاهد” أنه “بعد الاتصال برئيس المنطقة الحضرية لأكادير المحيط، بشأن قضية نزع أشجار الزيتون بالمنطقة الواقعة بنفوذه الترابي، ربط لنا الاتصال بقائد بالمقاطعة الحضرية لمنطقة فونتي، وذلك لعقد اجتماع مع المعنيين بالأمر للتعرف على حيثيات القضية والحصول على معلومات دقيقة، حيث أكد القائد أن العملية التي تمت وفق المساطر القانونية للتعمير وإعادة التهيئة، وأنه لوكان هناك ما يخل بالقانون لقامت السلطات بالإجراءات التي تفرضها قوانين حماية البيئة التي لا يمكن التساهل معها ابدا، وقدم مهندس الشركة لبعض التوضيحات والتصاميم، مؤكدا أن الشركة تعمل وفق القانون ولم تخرق أي بند بشأن اقتلاع أشجار الزيتون، وأن الشركة المعنية بالأشغال تتوفر على تصاميم وتراخيص موقعة ومؤشرة من لدن العديد من المؤسسات المعنية بالتعمير والبناء والتهيئة، التي وضعت كما هو مبين بالتصاميم التي اطلعنا عليها بتاريخ 03 شتنبر 2010 بالوكالة الحضرية لأكادير وموقع من طرف مدير الوكالة، ووضعت كذلك  بجماعة أكادير بتاريخ 24 يوليوز 2013 ومختومة وموقعة كذلك من طرف رئيس جماعة اكادير سنة 2013، والمهندس البلدي المكلف بالتعمير، ومؤشر عليها ومختومة من طرف الشركة المغربية للهندسة السياحية، وموقعة كذلك من المهندس المشرف على المشروع، وأن التصاميم الملحقة حول تهيئة الفضاءات الخضراء للشارع الممتد من مدار القامرة الى حدود ملتقى مرجان يخضع للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل، وان هذه المنطقة بكاملها هي جزء من الرسم العقاري الذي في الملكية  الخاصة للشركة العقارية قانونيا، وان جميع الإجراءات التي تمت، هي وفق المساطر القانونية الجاري بها العمل فيما يخص التهيئة العمرانية لمجال البناء والتعمير وتأهيل الفضاءات والممرات والطرق بالتجزئة”، وتجدر الإشارة إلى أنه تبين أن الشركة المغربية للصناعة السياحية صاحبة تجزئة فونتي هي من عملت على غرس أشجار الزيتون بذات المكان باتفاق سابق مع جماعة اكادير، ونفس الامر انطبق على الضفة الأخرى لامتداد شارع محمد الخامس بفونتي العليا من طرف شركة العمران التي غرست الأشجار الأخرى في إطار اتفاق بين الطرفين حسب المعلومات التي وردت للجمعية من خلال متابعة هذا الملف استقيناها من خلال هذا الاجتماع”.

وأشار بلاغ ب”ييزاج” أن “الأشجار التي تم قطعها، والصور التي وردتنا والعمليات التي تابعناها سابقا خلال 2015 و2017 طالبنا المسؤول المهندس معرفة عددها ووجهتها وحالتها ومكان غرسها، ومن خلال معاينة ميدانية لمجالين اثنين، تبين أن الأشجار موجودة بنفس العدد في حدود 100 شجرة بالمجال الأول الممتد بجانب واد الحوار على الضفة اليسرى، بفضاء تابع للرسم العقاري لملكية نفس الشركة، ووجدنا حيناها اثناء المعاينة عمال لشركة مستنبتات خاصة، تقوم بري الأشجار وتنظيف أحواضها، كما اطلعنا على حالتها عن قرب لمعرفة أن كانت حية أو ميتة، كما طالبنا بعدم إخراج اية شجرة زيتون خارج مجال أكادير، الى حين إيجاد فضاء لإعادة توطينها وغرسها بما يحفظ النظام الايكولوجي المحلي والمساهمة في تكثيف المجالات الخضراء والحد من الاحترار الكوني، وقد ابدى مهندس الشركة استعداده للتعاون فيما يخص إعادة غرس هذه الأشجار بمجالات داخل المدينة وهو نفس الاقتراح الذي اكده مسؤول السلطة المحلية، وبلغ عدد الأشجار التي تم ازالتها من مكانها السابق ما مجموعه حوالي 47 شجرة اعيد توطينها بالمجالين الاثنين بعد قطع الاغصان وتخليصها من الأوراق، وقد ابدى مسؤول جماعة اكادير موقفه من عملية القطع التي كانت مبالغ فيها مما سيعرض الأشجار للموت، لكن المهندس اكد أن الامر تكفلت به شركة متخصصة في مجال غرس ونزع الأشجار وفق المعايير التقنية، وان الأشجار الميتة كانت تعاني أصلا شح وقلة عمليات السقي وبعض الامراض الطفيلية حسب الخبير في المناطق الخضراء”.

وأضاف أنه في اطار تنفيذ التصميم الهندسي والمجالي للتجزئة، وبعد نزع الشطر الأول لحوالي 60 شجرة زيتون، خلال 2017 قامت الشركة المكلفة بتهيئة الفضاءات الخضراء بغرس حوالي 70 نخلة استوائية، وكسوة الفضاء بالعشب وإصلاح الممرات وتزويدها بالإنارة الشمسية كبديل عن العملية في اطار التنمية المستدامة، للإشارة فهذا الممر عرف سرقة حوالي 80 عمود كهربائي من الألومنيوم بمصابيحه وأسلاكه الكهربائية سنة 2015 ووثقنا الجريمة بتقرير خاص حول الاعتداءات على التجهيزات العامة لأكادير من طرف عصابات مجهولة، وذكر المسؤول كذلك أن التصميم الأول، تم وفق المتفق عليه دون تغيير لمعالمه الأولى ودون تشييد اية بنايات بهذا الفضاء التابع للرسم العقاري للشركة   كمساهمة في جمالية المكان والقضاء على النقط السوداء، وهوما نتخوف منه مستقبلا، وكان الفضاء يعتبر سابقا حسب الأمنيين والسلطات المحلية مكان لانتشار جريمة الاعتداءات على ممارسي رياضة المشي مكان للسكر العلني وملجأ للمتشردين والمتسكعين وأماكن إقامة عشوائية للمهاجرين من جنوب الصحراء، بين أشجار الزيتون الكثيفة، وقد مكنت إعادة تهيئة وتأهيل المكان حسب المهندس وممثل السلطة من جعل الفضاء اكثر وضوحا واقل خطورة مما كان. كما عملت الشركة في إطار نفس العملية على تهيئة وتنظيف والتكفل بثلاثة مدارات طرقية بالعشب خاصة مدار القامرة مدخل اكادير، ومدار فونتي ومحور شرق غرب.

وخلصت جمعية “بييزاج” إلى أنه “انطلاقا من وثائق التعمير والتهيئة التي تمت معاينتها والمجالات التي تمت زيارتها تعتبر عمل الشركة عملا قانونيا مصادق ومؤشر عليه من طرف مؤسسات الدولة والمصالح الخارجية المعنية، من خلال أختام وتوقيعات المسؤولين وفق القوانين الجاري بها العمل، منذ 2010 و2013، كما ننوه بتعاون السلطات المحلية باكادير المحيط مع طلبنا الاطلاع على حيثيات القضية بما يخدم الصالح العام ويحمي حقوق الأفراد والجماعات والأشخاص الذاتيين والمعنويين، دون مزايدة سياسوية أو استغلال لهذه القضايا لقضاء مآرب أخرى”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *