متابعات

غالي في متاهته..زعيم جبهة البوليساريو محاصر من طرف رفاقه

عكست الأحداث الأخيرة بمخيمات تندوف أن زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي أصبح محاصرا في قراراته ويأتمر بمحيط يؤثر فيه ويعزله أكثر فأكثر، وأكدت الأحداث الاحتجاجية الأخيرة واستعمال الآليات العسكرية الثقليلة لتطويقها أن غالي يعيش في برج عالي لايدري ما يقع من حوله.

في هذا السياق، قال أحد المتتبعين للشأن الصحراوي إن « أحداث الرابوني الأخيرة والجرأة في إستعراض عتاد عسكري في غير ساحته الحقيقية ، أضافت متاعب أخرى لسجل رئيس الجبهة»، معتقدا أن « هذه من النقاط السلبية التي تكاد تكون مؤشراً على حجم النيران التي تطلق في ظهر الرجل من قبل رفاقه».

رغم حرصه منذ تسلمه سدة الحكم وحتى اللحظة وبعد إنقشاع تصريحاته الحادة في أول أيامه، حرص الرئيس على أن يتماهى مع رغبات الرفاق، ومع ذلك لم يسلم الرجل من النيران الصديقة.

وقال المصدر ذاته « إن ضعف غالي أمام رفاقه المقربين تجلى بوضوح في الطريقة التي تخلص بها ما يسمى بوزير الدفاع من جهاز الدرك بحجة عدم انصياع جنوده للأوامر ، فقد ترك غالي لوزيه التفرد بالقرار، حيث تم خلق كيانات عسكرية بمسميات مختلفة إحداها قوة التدخل السريع وهي ذاتها القوة التي استعرضت العتاد الثقيل يوم السبت 27 ابريل الماضي.. وإلى اللحظة لايزال جنود القوة كما قادتها لايعرفون إلى أي جهة تتبع القوة ، فلا هي محسوبة على الدرك بشكله الجديد، ولا هي كتيبة من الكتائب، ولا تعرف من أين يمكنها تلقي الأوامر..ناهيك عن معاناة الجنود مع الأجور والمظلومية في الترقية».

من جهة أخرى قال المصدر نفسه إن الرئيس أصبح ألعوبة في أيدي الحلقة الضيقة من رفاقه، فبخصوص ما يسمى « بأمانات التنظيم السياسي، فقد جهز الرفاق الكعكة، فمرر إبراهيم غالي مايريدون، حيث ابتدعوا مسميات جديدة مثل : مدير مكلف، مستشاروهكذا دواليك ، حتى ما الديبلوماسية أصبح لها نصيب في ما يسمى بوزارة الدفاع في التسيير الداخلي إذ تم تعيين عدد من الأسماء بطريقة توزيع الفشل فبصم زعيم الجبهة بالعشرة للرفاق».

وأضاف أن هذه التعيينات لم تتمكن من إحداث النقلة المطلوبة، كما قيل لرئيس الجبهة، بل كرست الفشل أكثر، مما خلق شعور بالاستياء والامتعاض لدى أغلب ساكنة المخيمات، وتجسد هذا الشعور في العديد من الوقفات والاحتجاجات كان أكثرها زخما الاحتجاجات المتواصلة ضد الحد من حرية التنقل عبر نظام اللوائح.

وأكد المتتبع للشأن الصحروي أنه لايخفى على أي متابع لما يدور في المخيمات أن الرفاق يضعون في طريق الرئيس كل المعوقات التي تظهره أمام الناس بمظهر العاجز، متحولا بذلك إلى رهينة بين أيديهم وفق اتفاق « الكرسي مقابل إطلاق أيديهم في تسيير الشان المالي للجبهة ».

وختم المتحدث قوله بأن زعيم الجبهة سيورثه رفقاءه سخط الجماهير ولعنة الاجيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *