تم، مساء أمس الأربعاء بالداخلة، تقديم وتوقيع كتاب “دراسات حول الصحراء: التراث، الاقتصاد، المجتمع”، الذي ساهمت في تأليفه جماعة من الباحثين بالمنطقة.
ويندرج حفل توقيع هذا الكتاب، الذي نظمته المديرية الجهوية لوزارة الثقافة الداخلة – وادي الذهب بدار الثقافة – الولاء بوسط المدينة، في إطار تفعيل برنامج تظاهرة “رمضانيات 2019″، التي تمتد فعالياتها من 13 ماي الجاري إلى 03 يونيو المقبل.
وفي تقديم هذا الكتاب، الذي يقع في 167 صفحة من الحجم المتوسط، يقول محمد دحمان، أستاذ علم الاجتماع والثقافة الحسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن دراسة مجتمع ومجال الصحراء تعد مشروعا مهما وواعدا بالنظر إلى طبيعة التحول الحاصل بالمنطقة، الناتج عن عوامل متعددة (بيئية، سياسية اقتصادية…).
وأوضح دحمان أن هذا الكتاب يجمع بين دفتيه عددا من الدراسات والأبحاث في مجال التاريخ والتراث والسوسيولوجيا، والتي تعنى بقضايا دقيقة وراهنة تهم المجال والمقدس والتاريخ القديم والتراث الكولونيالي ومؤسسات البحث العلمي وأعراف المجموعات الاجتماعية والثقافة المادية.
ومن جانبه، قال الباحث محمد ماء العينين، أحد المساهمين في تأليف الكتاب، إن هذا المؤلف هو عبارة عن مجموعة من المقالات حول ثقافة الصحراء، تتناول قضايا يتقاطع البعض منها ويختلف في بعض الحالات.
وأوضح ماء العينين أن هذه المقالات تهتم بالصلاح والتصوف ورجالاته بالمنطقة، كما تهتم بالقبيلة وبما أنتجه الأوربيون حولها، وبالتجارة والقوافل في علاقتها بين حواضر الشمال والجنوب.
وأشار إلى أن الكتاب يولي كذلك اهتماما بمجموعات اجتماعية امتهنت الصيد التقليدي وأقامت في السواحل، واضطلعت بأدوار مهمة في تاريخ المنطقة لكنها، للأسف، لم تنل حظها من الدراسة والبحث.
وفي تصريح مماثل، أكد محمود الزهي، وهو أستاذ مساعد بجامعة ابن زهر بأكادير، أن هذا العمل هو مساهمة قيمة تهدف إلى إماطة اللثام عن المشترك الثقافي والتاريخي والحضاري للأقاليم الجنوبية للمملكة، وإبراز مساهمات علماء وزعامات وشخصيات في هذا الصدد.
وأضاف الزهي، أحد المساهمين في تأليف الكتاب، “اليوم نحن في حاجة إلى تسليط الضوء على هذا الموروث عبر دراسات تنهل من الموثق والعمل الميداني، بغية بناء تراكم يساهم في إبراز هذه الثقافة وإشعاعها وإعطائها المكانة التي تستحقها”.