متابعات

تحرر القضاء الجزائري..قادة البوليساريو خائفون على ممتلكاتهم

قال متتبع للشأن الصحراوي، وهو يراقب الأحداث الاحتجاجية المستمرة بمدينة تندوف، «بينما تعرف شوارع المدينة تندوف الجزائرية احتجاجات عارمة كل مرة بسبب الاختلالات في توزيع السكنيات، يقف أحد قادة جبهة البوليساريو على شرفة بيته الراقي يراقب الجموع الغاضبة وهي تلعن الوالي والمجلس البلدي وأعضاء محافظات الأحزاب وتسب حتى قدرها المرتبط بالحكرةقبل أن يلفها الشارع الواسع »، وتابع المتحدث: « يذكرني وقوفه بشرفة بيته تماما مثلما يجلس خلال كل ذكرى تحت ظل منصة شرفية يرقب اللوحات التقليدية لنساء المخيمات  اللائي تعانين من الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة ». 
وأضاف المتتبع ذاته « المشهدان السابقان يطبعان يوميات حياة القيادي بالجبهة بشكل غريب، فهو في الصباح ثوري يحرض الجماهير على الصمود فيالحمادة، وفي المساء يقتطع أمتاراً من أرض تندوف ليصنع عليها مستقبله وعائلته الصغيرة غير مكترث بهموم ساكنةالمخيمات».
بينما يجر القضاء الجزائري العديد من المسؤولين السابقين وبمختلف الدرجات إلى أبواب المحاكم بتهم الفساد و إستغلال المناصب في التربح غير المشروع، والذي استنزف خزينة الدولة ، تقفز إلى الذهن أسئلة مشروعة ولعل أبرزها : أين مشاريع قيادة البوليساريو من سيف قضاء الجزائر؟.
قال المتحدث إن قصة مشاريع قيادة البوليساريو بالجزائر طويلة ومعقدة التفاصيل ، تبدأ من كيفية الحصول على السكنيات والإقامات وبأية طريقة، ولاتنتهي عند حجم العلاقات التي نسجتها بعض القيادات مع رجالات نظام العصابة خاصة المدعو طرطاق ، والعلاقات مع بعض البرلمانيين ورؤساء أحزاب، وعلاقات أخرى مع بعض الولاة الذين مروا على مدينة تندوف الجزائرية.

ذكرت مصادر مطلعة من تندوف أن قيادات البوليساريو استحوذت على أراضي في تندوف وأقامت عليها فيلات أو مساكن كبيرة، وبعضهم فتح متاجر وحمامات، مضيفا هؤلاء القادة يملكون سجلات تجارية في دولة الجزائر.

وتساءلت المصادر ذاتها كيف لقائد في جبهة البوليساريو أن يملك سجلاً تجاريا في دولة أخرى، وكيف تمكنت هذه القيادات التي ولدت في الطانطان، وكان أبو أو أخو بعض هذه القيادات جنديا في الجيش الملكي أو موظفا في العيون أو الداخلة أو آسا من الحصول على إمتيازات هي حق للمواطن الجزائري الذي ولد في ارماظين أو موساني وشارك جده في معارك ضد المستعمر الفرنسي؟.
وأبرزت المصادر أن هذه القيادات تستغل علاقاتها مع جهات نافذة في نظام العصابة البائد، للحصول على امتيازات لا يحلم بها المواطن الجزائري
نوع آخر من طرق الحصول على سكنات في تندوف الجزائرية وهي ان يسجل القائد الصحراوي اوراق ملكية السكن بلقب زوجته أو يشتري لنفسه لقبا جديدا يضمن له السكن ولكنه يتنازل بموجبه طواعيا عن بقية الحقوق التي تضمنها المواطنة الجزائرية
وتحدث المصادر نفسها عن تبادل المنافع بين قيادة البوليساريو ورموز النظام الجزائري بتندوف قائلة « تحت أعين جهات نافذة من نظام العصابة يحتكر القيادي بالبوليساريو قطعة أرضية لنفسه يبني فيها قصره المشيد على أعين البسطاء، ولكنه بالمقابل يضمن لصاحبه المسؤول الجزائريالاستفادة من برنامج عطل في سلام لأبنائه وتمكين عائلته من خدمات البعثات الطبية الأجنبية التي تزور المخيمات، وكذا الكثير من الهدايا من عطاياالأوروبيينوهكذا بنيت علاقات منتبادل المنافع بين الطرفين.
وتساءلت هذه المصادر في الأخير، هل يطال سيف القضاء في الجزائر شريك فاعل في جرم الفساد؟ ،لكن الأكيد أن الشارع الجزائري سيكتشف ماكان خفيا من علاقة بين عصابتين إحداهما كانت في المرادية وسقطت وأخرى فيالرابونيتنتظر وتترقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *