متابعات

حسن الحوس..مسار نضالي لرجل استثنائي

فقدت الأسرة الاتحادية بسوس والمغرب أحد أعمدتها النقابي والسياسي حسن الحوس بمدينة أكادير يوم أمس السبت 17 غشت 2019. كان حسن الحوس رحمه الله قائدا اتحاديا بصم العمل السياسي والنقابي بسوس ودرعة والصحراء بتضحياته وصموده وصلابته في مواجهة كل أشكال القمع في سنوات الرصاص. وكان رحمه الله من خيرة المؤطرين والمخططين لبرامج نضالية مرحلية و على المدى المتوسط ، وكان صبورا لدرجة يصعب أن تجد من ينافسه في الصمود بالتواجد في أحلك الظروف وأصعبها.

تميز الفقيد حسن الحوس بحسن تدبيره لكل الاشكال والواجهات النضالية الجماهيرية قل نظيره. وكان رحمه الله من المدافعين البارزين الذين لايخشون إرهابا أو تهديدا لنصرة حقوق ومطالب الشغيلة والتنظيمات الحزبية والنقابية ، كما كان في مواجهة مستمرة وصراع مع خصوم الديموقراطية بالإدارات وبعض مؤسسات القطاع الخاص.

وكان الفقيد حسن الحوس رجلا حكيما وعادلا وموضوعيا في إدارة الحوارات والمفاوضات المختلفة التي لايستطيع أي كان الطعن او التشكيك في صدقيتها وجديتها، كان ملاذا لاستقبال عموم الجماهير بمقر الحزب او النقابة وبمنزله المتواضع في أي وقت لدرجة أنه يضطر للمبيت أحيانا بالمقر لإنهاء مهامه، دون أن يغضب أو يتنصل من أية مهمة بل ويحل محل من اعتذر عن القيام بمهامه.

كان للفقيد حسن الحوس الدور الهام وبفضله ورفاق من جيل رواد الوطنية والمقاومة أصبح الجنوب من القلاع الإتحادية المتنورة والتقدمية الرافضة للظلم والإستبداد وسياسات التفقير.

الفقيد حسن الحوس خريج مدرسة الشبيبة الاتحادية وأحد ابناء مدرسة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث كان رحمه الله من بين أعضاء مؤتمر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب سنة 1964، بل كان رحمه الله من القادة الميدانيين في مختلف المعارك التي عايشها.

وتقلد الفقيد حسن الحوس عدة مهام حزبية ونقابية وتمثيلية، حيث شغل كاتبا لفرع الاتحاد الإشتراكي بأكادير التي كانت عمليا تؤطر أغلب مناطق سوس،وعضوا مؤسسا للكتابة الإقليمية لأقاليم بالجنوب. كما كان رحمه الله عضوا فاعلا ومسؤولا في النقابة الوطنية للتعليم بأجهزتها التقريرية وكقيادي باجهزتها المحلية والإقليمية. كما انتخب الفقيد الحوس نائبا للرئيس بالجماعة اكادير سنة 1992 . و نائبا برلمانيا عن دائرة اكادير الشمالية انزا إداوتانان ولاية 1993 حتى 1997.

برحيل الفقيد حسن الحوس فقدت الأسرة الاتحادية واليسار المغربي  رجلا مناضلا ومربيا ومؤطرا وقائدا يشكل مدرسة في التضحية والصبر والأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *