جهويات

حرائق تغجيجت .. فعاليّات تدق ناقوس الخطر وتسائل نجاعة التدخلات الأمنية

تُعيد الحرائق التي تعرفها واحة تغجيجت، بشكل مُلفت، إلى الواجهة طرح سؤال الوضع الأمنـــي بالمنطقة.

وكانت هيئات محلية، في وقت سابق، أعربت عن استيائها من تنامي الحرائق من غير الوصول إلى الجاني أو الجناة، وتصنيفها كحادث عرضي.

وبالرغم من تعهدات سابقة، في لقاء مع الفعاليات المحلية، بتكثيف المجهودات الأمنية من أجل تطويق الظّاهرة، على غرار تردّي الوضع الأمني على أكثر من صعيد!

في هذا السّياق، تعُود فعاليات محلية لدق ناقوس الخطر، حيث أكّد الحسن الصحراوي، رئيس مركز الجُذور والفاعل الحقوقي والجمعوي بالمنطقة، أن “واقع الحرائق المتكررة، وظواهر أخرى كتفشي السرقة وتجارة المخدرات، يُسائل الموسسات الأمنية، ذات الصلة، فمنذ سنتين أو ما يزيد، حينما التام الفاعلون حول الإشكالات الأمنيّة المطرُوحة مَحليا ليتساءلوا حول الحكامة في التدبير، ارتأى المسؤولون، كما يبدو، النأي عن النفس والانزواء بعيدا عن التفكير في الحُلول لمُعْضلات واشكالات الأمن بالمنطقة، فاستفحلت الجريمة بشكل مخيف حتى أصبحت تغجيجت معبرا بل مخزنا رئيسيا للتّجارة الدولية للمُخدرات” وفق تعبير المتحدث.

من جهته، قال الفاعل الحقوقي ومُسيّر تعاونية لانتاج التمور، بوبكر ليديب، إن تدخل السُلطات، غالبا يتم عندما يندلع حريق معين، حيث يتم حضور السلطة المحلية والدرك الملكي في عين المكان، لكن بدون إمكانيات أو بإمكانيات محدودة. ويعمل السكان لحظة وقوع الحادث على إطفاء الحريق بإمكانيات مُتواضعة في انتظار وصول فريق الوقاية المدنية، والذي لا يصل في أغلب الأحوال إلى مكان الواقعة، حتى تخلف الحرائق الكثير من الخسائر، وفي الأخير يقوم أعضاء الدرك الملكي بتحرير محضر في النازلة ضد مجهول”.

وعزى، بوبكر ليديب، دواعي اندلاع الحريق، إلى عدة أسباب مختلفة، من بينها، أسباب بشرية، التي يمكن تقسيمها إلى غير مقصودة كحرق بقايا الجريد اليابس بعد تنقية الأعشاش، منها رمي السجائر والزجاج ….الخ، والأفعال المقصودة، وهي إشعال النيران مع سبق الإصرار والترصد وإعادة الفعل في أماكن متعددة، وهذه هي التي تقع كثيرا بواحة تغجيجت، لأن أغلبها يندلع بالليل، وبالتالي تنتفي الأسباب الأولى السابقة الذكر، كما يتم إشعالها بمناطق مختلفة، مما يُبيّن نية القصد الإجرامي، وهنا تدخل مسؤلية السلطات المحلية والدرك الملكي في عدم التوصل أو الكشف عن الجناة وتقديمهم إلى العدالة، طيلة قرابة عقد من الزمن، في حين أن مناطق أخرى يتم الوصول إلى الجناة في وقت قياسي كما وقع بواحةاداي القريبة من واحة تغجيجت وذلك بسبب يقضة أعوان السلطة المحلية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *