رياضة

انتفاضة جمهور حسنية أكادير..لانار بدون دخان

خلال المقابلة التي جرت أمس بين حسنية أكادير وإنينمبا النيجيري، أصر الجمهور على لباس اللون الأسود احتجاجا على طريقة تسيير الفريق السوسي، على إثر الإقالة التي طالت المدرب الأرجنتيني غاموندي، وقبل ذلك أقام مناصرو الفريق وقفات احتجاجية رفعت فيها شعارات مناوئة للفريق الصغير الذي يسير حسنية أكادير لكرة القدم، وتنم هذه التحركات غير المسبوقة للجماهير عن وجود اختلالات تدبيرية داخل الفريق، امتعض لها عدد من المحتضنين كذلك.

وبحسب الأصداء الراهنة فإن مسلسل العبث والهواية لم ينته بعد داخل حسنية اكادير، بل بدأت أولى فصوله باقالة المدرب الأرجنتيني كاموندي من طرف الرئيس والكاتب العام وبمباركة الكاتبة الإدارية التي دخلت في صراع حاد مع الإطار التقني في محيطات متعددة دون استشارة  بقية الأعضاء (الذين يلعب أغلبهم دور الكومبارس ) أو الرجوع اليهم قبيل اتخاذ قرارات مماثلة ..

لم يكن سقوط رئيس الحسنية الحبيب سيدينو في هذا الخطأ القاتل بالنظر الى سياقه العام و تبعاته مجرد عثرة عابرة او سحابة صيف مؤقتة، بل سبقت مساره الهاوي في التسيير عثرات مماثلة تجلت اساسا في اختيار عناصر داخل المكتب لا تقدم أية إضافة حقيقية في التدبير، بل يقتصر دورها فقط في تأثيت المشهد أيام المباريات، بالإضافة إلى قلة اجتماعات المكتب التي لا تتعدى في أغلب الأحيان المصادقة على مقترحات سيدينو والكاتب العام دون متابعة درجة تنفيذها على أرض الواقع ،كما يجهل الجميع ماعدا الرئيس و الكاتب العام أية تفاصيل عن عقود اللاعبين والمدربين و الاطر العاملة داخل النادي، مما يطرح تساؤلات عن جدوى وجود أشخاص داخل الحسنية لا يقدمون ولا يؤخرون في لجانها (الصورية).

وإذا كانت الفرق الرياضية الكبرى تبحث عن الإمكانيات المتاحة لها لتأسيس قاعدة جماهيرية حقيقية تستند عليها لاقناع كبريات الشركات والشركاء الاقتصاديين باحتضان أنديتها، فإن أغلب اجتماعت سيدينو لا تعدو أن تكون مجرد محاولات يائسة لاطفاء نيران الاختلافات الناتجة عن شد الحبل بين بعض الأعضاء، والتقليل من الصراع الحاد بين الإطار كاموندي والكاتبة الإدارية ..

سيدينو الذي يرأس شركات عاجز لحد الآن عن ايجاد تركيبة بشرية من بينها أطر مالية و تدبيرية لإعداد تقرير مالي عادي تعده جمعيات رياضية صغيرة وأقل أهمية من نادي عريق يحمل اسم الحسنية ..فريق بأمين المال و مساعد له، ينتظر عودة الكاتبة الإدارية بعد نهاية فترة (الغضبة) لتجمع بونات البنزين و فواتير التغذية والإقامة و عقد اللاعبين وفواتير الهاتف و الماء و الكهرباء  من اجل تبويبها في فصول وتقديمها على شكل تقرير يقدم خلال الجمع العام لينال رضا الجميع كما جرت العادة.

إن إقالة المدرب غاموندي بطريقة مهينة تلته خرجات إعلامية غير موفقة للكاتب العام أججت الصراع داخل الوسط الرياضي بين الجمهور و المكتب المسير (الرئيس والكاتب العام ) في وقت كان الجميع يثوق فيه لاستكمال مشروع إعداد الفريق من خلال الاعتماد على ابنائه بدءاً من الفئات الصغرى ،الا أن هذا الحلم أقبر بالتعاقد مع مدرب يشهد مساره بالاعتماد على النتائج الآنية دون اهتمامه بالفئات الصغرى أو التكوين.

وكشفت المستجدات الأخيرة داخل بيت الحسنية عن ضعف حاد للجنة الاعلام و التواصل بعدما استحوذ الكاتب العام على المشهد، في وقت شحت فيه أخبار الفريق في الموقع الرسمي، وبات عاجزا عن تقديم معلومات جديرة بالمتابعة ،حيث اختزلت مهام ذات اللجنة في توفير بطائق الاعتماد فقط للإعلام الرياضي بملعب أدرار، مع ما تشهده هذه العملية من ردود رافضة من قبل بعض وسائل الاعلام بسبب اغراق منصة الصحافة بمواقع (عشوائية ).

وفي السياق نفسه ،كشفت استقالة عبد الله تيدرارين عضو المكتب المسير وًرئيس لجنة الشباب عن جزء يسير من الوضع الداخلي الحقيقي للفريق الذي لم يستطع تجاوز احتكار المسؤولية الكاملة من طرف الرئيس و الكاتب العام و الكاتبة الإدارية ،بينما لا تسند الا مهام بسيطة لباقي الأعضاء، مما يفسر محدودية عملهم و غيابهم الكلي عن المشهد الرياضي، اللهم ظهورهم في ملعب أدرار أو في صور تذكارية مع الرئيس والكاتب العام بملاعب الأندية المنافسة.

لقد شكلت محطة وجدة اثناء الإعداد لنهاية كأس العرش مرحلة مفصلية في تاريخ الفريق، سبقته إعداد هاوي بدءاً بتخصيص فندق لإقامة الفريق وسط المدينة حيث الضجيج وكثرة الوفود وسفر أغلبية الأعضاء بشكل فردي عكس الفريق البيضاوي ،و فوضى تدبير عملية توزيع الحافلات على الجمهور ..وتباعد المنخرطين ،كانت كلها توحي بأزمة قد تعصف بأماني وأمال الجمهور المتعطش للفوز بالكأس لأول مرة في مسار غزالة سوس ..

وفعلا كانت هذه الأجواء المشحونة مدخلا أساسياً لوقوع ما لم يكن يتوقعه الجميع حين توجه الرئيس الى مكان تجمع اللاعبين ودخوله في تلاسن حاد و قوي مع المدرب غاموندي الذي وصف سيدينو  ب”الكذاب ” بعدما اخلف هذا الأخير وعده بفك الارتباط بالكاتبة الإدارية، وعودتها مجددا الى إدارة الفريق من موقع قوة وهو ما لم يرق غاموندي، خصوصا حين تدخلت الكاتبة مرة أخرى في موضوع تغيير إقامة شبان الحسنية خارج المدينة وضغطها من اجل تغييرها بعد الاتفاق مسبقا على اسم الفندق.

هذه الأجواء غير الطبيعية ألقت بظلالها على اللاعبين والطاقم التقني، مما أدخلهم في جو مشحون ومضطرب أدى في نهاية المشوار الى الهزيمة أمام الطاس ..

وبعد عودة الفريق الى المدينة تقوت الاتصالات داخل المكتب خصوصا بين الرئيس و الكاتب العام لاتخاذ موقف نهائي  من المدرب، ترجم إلى اقالته بعدما كان هو شخصيا يستعد لتحرير الاستقالة وًتوجيهها للمكتب، وهو ما لم يفطن اليه المكتب حيث اصبح الان ملزما باداء مبلغ مالي ضخم للمدرب المقال عوض مبلغ مالي متحكم فيه نسبيا في حال توصل المكتب بالاستقالة.

إن اقالة المدرب غاموندي تلته ردة فعل قوية من الانصار خاصة بعد التعاقد وفي ظرف قياسي مع الإطار فاخر ،خاصة و انه شوهد بملعب أدرار شهرا قبل اقالة المدرب وهو ما فسره مراقبون بوجود”طبخة ” تحاك ضد غاموندي بالنظر الى استمرار مسلسل شد الحبل بينه و بين الكاتبة الإدارية.

وترجمت هذه الردة الجماهيرية الى وقفات و تجمهرات أمام مقر النادي بشارع الحسن الثاني تنادي ب “التراجع عن اقالة غاموندي و ابعاد الكاتبة الإدارية “عن أسرة الحسنية ،و مقاطعة الفريق الى حين الاستجابة لمطالب الجمهور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *