جهويات

الداخلة تناقش “الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد”

شكل موضوع “الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد” محور ندوة وطنية انعقدت، أمس السبت بالداخلة، بمناسبة الذكرى الـ 76 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

وتندرج هذه الندوة، المنظمة من طرف جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة – وادي الذهب ومركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية والنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في إطار المبادرات التي يعمل من خلالها النسيج الجمعوي بالجهة على تسليط الضوء على أهم الأحداث التاريخية وأبرز القضايا الوطنية.

وخلال هذا اللقاء، تطرقت سلم تيروز، النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلى الوضعية الاقتصادية والتنموية للمغرب خلال فترة الحماية، لافتة إلى أن البنيات التحتية التي ورثها المغرب عن الاستعمار تركزت في محور الدار البيضاء – الرباط – القنيطرة، الذي استحوذ بعد ذلك على معظم الاستثمارات الوطنية والأجنبية وأنتج فوارق مجالية بين جهات المملكة.

وأضافت تيروز، في كلمة تليت بالنيابة عنها، أن حكومات مغرب الاستقلال حرصت على تقليص هذه التفاوتات من خلال تشجيع الاستثمار في باقي جهات المملكة عن طريق منح امتيازات استثنائية للمستثمرين بالجهات البعيدة عن المركز عبر مخططات اقتصادية ستدافع عن ضرورة اعتماد نماذج اقتصادية تؤدي إلى تحقيق نوع من التنمية في مختلف ربوع المملكة.

وأوضحت، في هذا الصدد، أن هذه المخططات، التي جاءت تنزيلا لما أسماه المرحوم محمد الخامس “الجهاد الأكبر بعد الجهاد الأصغر”، حاولت تبني تنمية قطاعية في كل الجهات وفقا للقدرات والخبرات والإمكانيات التي تتوفر عليها كل جهة على حدة.

وأضافت أن استمرار هذه المخططات سيتجسد في سنة 2004 مع إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهدف التقليص من الفوارق المجالية والاجتماعية ما بين جهات المملكة، معتبرة أن الجهوية المتقدمة ما هي إلا خطوة أخرى في نفس المسار باعتبارها الآلية المثلى لتنزيل النموذج التنموي الجديد.

من جهة أخرى، قدمت تيروز لمحة عن الأحداث التاريخية التي عرفها المغرب خلال فترة الحماية والوقائع المرتبطة بها، وكذا ظروف تأسيس حركة وطنية سياسية شكلت النواة الرئيسية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.

ومن جانبه، أكد الفاعل الجمعوي، يوسف وبعلي، على أهمية الاحتفاء بهذه الذكرى الغالية في المؤسسات التعليمية، من حيث إذكاء روح الوطنية لدى الأجيال الصاعدة التي تظل في حاجة إلى استلهام أمجاد وبطولات الأجداد وتذكر تضحياتهم وتاريخهم المجيد.

وأضاف أن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي شكلت منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الذي خاضه الشعب المغربي لنيل الحرية والاستقلال، تعد كذلك فرصة للمتمدرسين من أجل تعزيز الهوية الوطنية باعتبارها ركيزة أساسية لخلق توازن ناجح في مسارهم.

وأشار  وبعلي إلى أن المدرسة تعد مشتلا مهما لغرس قيم المواطنة والهوية الوطنية لدى الناشئة، التي تشكل عاملا رئيسيا لتأهيل الرأسمال البشري، ودعم مسيرة التنمية والديمقراطية في بلادنا.

ومن جهته، أشار مدير دار الشباب أم التونسي، المكي محمد أحمد، في مداخلته، إلى الجذور التاريخية والحضارية لمقاربة النموذج التنموي الجديد.

واعتبر محمد أحمد أن هذا النموذج التنموي ينبغي أن يعتمد في تحقيقه على ثلاث مرتكزات أساسية، وهي الديمقراطية التمثيلية والتشاركية، والعدالة الاجتماعية، والتطلع نحو الازدهار.

وعرفت هذه الندوة، التي احتضنها المركب التربوي والاجتماعي بدار الشباب أم التونسي، حضور فعاليات ثقافية وجمعوية وتربوية محلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *