جهويات

ملتقى بكلميم يبحث “الطوبونيميا” كمجال للتلاقح بين الأمازيغية والحسانية

بحث المشاركون في الملتقى الجهوي الرابع للثقافة الأمازيغية والحسانية الذي نظمته جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة، مساء أمس بكلميم، “الطوبونيميا” كمجال لتلاقح هذين المكونين في فضاء كلميم واد نون منذ القدم.

وتطرق الباحثون والأكاديميون المشاركون في الملتقى ، الذي تظم هذه السنة تحت شعار “الثقافة الأمازيغية والحسانية في خدمة الهوية الوطنية” هذا المفهوم خلال ندوة علمية تحت عنوان “الطوبونيميا بالجنوب المغربي: مجال للتواصل بين الأمازيغية والحسانية”.

وقارب هؤلاء مفهوم “الطوبونيميا”، أو دراسة وتحليل الأسماء والأعلام والأماكن والمجموعات البشرية التي ارتبط بها الإنسان، من خلال محاور منها على الخصوص التداخل اللغوي بين الأمازيغية والحسانية في طوبونيميا الصحراء ، ونماذج لهذه الطوبونيميا، و تعريب أسماء أعلام الأماكن في شعر الصحراء الفصيح ، ومظاهر البعد الأمازيغي في الثقافة الحسانية .

وفي هذا السياق، حاول الأستاذ الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المتخصص في الدراسات اللغوية الإسبانية، أحمد صابر، مقاربة “الطوبونيميا” ك”ملتقى للغة الحسانية واللغة الامازيغية” باعتماد متن تمثل في كتابين قام بترجمتهما من الاسبانية الى العربية وهما “دراسات صحراوية” للكاتب خوليو كارو باروخا، و” آبار صحراوي” لكوميس بورينو.

واستقرأ صابر في مداخلته مضامين ومظاهر “التثاقف” الحاصل بين اللغتين الأمازيغية والحسانية وأثرها على أرض الواقع، حيث وقف على سبيل المثال في “آبار الصحراء” على أسماء آبار تحولت مع مرور الزمن الى أسماء مدن وحواضر .

من جهته طرح الباحث في الثقافة الأمازيغية، الحسين أيت باحسين مفهوما جديدا سماه ” الطوبونيم المهاجر” وذلك من خلال دراسة “مجاط” كنموذج لهذا المفهوم الجديد.

وأوضح أن “مجاط ” (أسماء مناطق بالمغرب)تتواجد في الصحراء لا سيما بساحل الساقية الحمراء، وبالأطلس المتوسط وبضواحي مكناس وبحوز مراكش لا سيما شيشاوة، مشيرا الى أن سكان هذه المناطق منهم من يتحدث العربية ومنهم من يتحدث الأمازيغية، وهذا في نظر الباحث تتويج للعيش المشترك الذي عرفه المغرب منذ القدم.

أما رئيس جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة، مصطفى أشبان، فاعتبر أن منطقة واد نون شكلت على مدى التاريخ، نموذجا حيا للتلاقح بين المكونين الامازيغي والحساني، مشيرا الى أن الملتقى يروم ، بالخصوص، نفض الغبار عن المكونين ودراسة مختلف التعابير التي أنتجتها وأبدعتها الساكنة من شعر وكتابات وروايات وأسماء الاماكن التي شكلت ، دائما، مجالا للتلاقح.

وقد تم خلال اللقاء توقيع كتاب “المغيب الحاضر في ثقافة الصحراء: تأثير البنيات الأمازيغية في الحسانية” للباحث سعيد كويس.

ونظم هذا الملتقى بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة وجامعة ابن زهر والمديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم واد نون واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لكلميم واد نون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *