متابعات

سيدي إيفني..دعوة لحماية النقوش الصخرية ببوطروش وسبت النابور

يرى عدد من المهتمين والمتحصصين أن مواقع النقوش الصخرية ببوطروش وسبت النابور بإقليم سيدي إفني، الأحدث بجهة كلميم واد نون، تحتاج الى مزيد من تسليط الضوء عليها ودراستها دراسة علمية وأكاديمية في انتظار تصنيفها تراثا وطنيا.
وفي هذا السياق، دعا مدير المركز الوطني للنقوش الصخرية، أحمد اموس، الى فتح المجال للباحثين لمزيد من البحث المعمق، وذلك بعد إتمام عمليات الجرد وتسجيل هذه المواقع ضمن التراث الوطني من طرف وزارة الثقافة.
وبخصوص تاريخ هذه المواقع، قال أحمد اموس إن النقوش الصخرية بمنطقة بوطروش هي الأحدث تاريخيا بين مواقع النقوش الصخرية التي تتوفر عليها جهة كلميم واد نون ، موضحا أن نقوش جماعة بوطروش لا تنتمي لنقوش ما قبل التاريخ، باستثناء بعض الرسوم الممثلة لخناجر تعود لعصر المعادن.
وسجل وجود رسوم لبنايات، رجح أن تكون مخازن جماعية بهذه المواقع تعود للقرون الوسطى ، موضحا أن هذه الرسوم هي عبارة عن سيوف وخناجر وأخرى ممتدة الى فترة متأخرة تاريخيا تجسدها رسوم لأسلحة نارية.
وفي سياق متصل تبذل المصالح الجهوية لوزارة الثقافة بجهة كلميم واد نون جهودا لتسجيل مواقع النقوش الصخرية التابعة لإقليم سيدي افني وتحديدا بالجماعتين القرويتين بوطروش وسبت النابور،وذلك عبر اقتراحها لتكون ضمن قائمة التراث الوطني في اطار المكون الثقافي من العقد البرنامج للتنمية المندمجة للجهة 2016-2021.
ويتعلق الأمر، وفق هذه المصالح، بموقعي أنامر وأملوا تعلاوا.
وبلغ عدد النقوش التي تم جردها في ثلاثة مواقع بجماعتي بوطروش وسبت النابور أكثر من 1200 نقيشة صخرية وفقا للأبحاث الأولية التي قامت بها وزارة الثقافة في هذه المواقع الأثرية.
وقال محمد حمو المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بكلميم إن الوزارة قامت سنة 2011 بمهام جرد وتوثيق التراث الثقافي بجماعة بوطروش،من خلال اعداد الملف التقني والرفوعات الطبوغرافية وذلك مكن أجل إتمام مسطرة تقييد وترتيب هذه المواقع .
وبالموازاة مع خطوة التسجيل للحماية القانونية للمواقع، ذكر بأن الوزارة قامت أيضا بتشييد بناية خاصة بالمحافظة بموقع أنامر بببوطروش، وذلك في إطار جهود حماية مواقع النقوش الصخرية، وأمام تزايد المخاوف من تعرضها لمخاطر محتملة.
وفي ذات الاتجاه، تعمل (جمعية الأطلس الصغير الغربي للسياحة الجبلية) ببوطروش بجهود لتوعية الساكنة بأهمية الحفاظ على تراث النقوش الصخرية من خلال حملات توعوية وتحسيسية داخل المؤسسات التعليمية، وذلك قصد زرع ثقافة حماية هذه النقوش من التخريب واليقظة والتبليغ بأية محاولات تخريبية قد تتعرض لها.
وقال عبد الله الراخي عن الجمعية إن هذه النقوش إرث تاريخي وحضاري يشكل حاليا أحد عوامل الاستقطاب السياحي بالمنطقة، كما كانت منذ القدم مصدر إلهام للنساء الحرفيات في تعاونية صناعة الزرابي التي تشتهر بها جماعة بوطروش، من خلال نقل نفس الأشكال الهندسية المستوحاة من النقوش وجعلها مادة فنية لتزيين الزرابي.
وذكر بأن النساء المشتغلات بتعاونية صناعة الزرابي خضعن لدورة تدريبية أشرفت عليها الجمعية المغربية للفن الصخري.
ويعتبر الباحثون أن النقوش الصخرية بجهة كلميم وادنون، التي تعد من أغنى مناطق المغرب بهذا الإرث، تعبيرا فكريا قديما يقدم معلومات مهمة عن الانتروبولوجيا والتاريخ والفن والتفاعلات البيئية القديمة، ووثائق تاريخية تحفظ الذاكرة وتنوع الانشطة البشرية على مدى قرون خلت .
وبالإضافة الى كل هذا يمكن أن تشكل هذه النقوش عامل جذب في مجال السياحة الجبلية وكذا المهتمين من الباحثين من المغرب وخارجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *