جهويات

درعة تافيلالت..المقاولات النسائية تلبي حاجيات الموردين والزبناء المحليين

تلعب النساء دورا اقتصاديا واجتماعيا هاما على مستوى جهة درعة تافيلالت، حيث تسير العديد منهن مقاولات نسائية تساهم، رغم المشاكل التي تعترضهن، في تنشيط المجال الاقتصادي بالجهة.

وتسعى النساء، من خلال إحداث مقاولاتهن الخاصة، إلى الرفع من مستوى دخلهن وتحقيق الاستقلال المالي الذي يظل صعب المنال لكونهن يجدن بعض العقبات المتعلقة، على الخصوص، بالدعم المادي والمعنوي والولوج إلى الأسواق، وتعبئة الموارد البشرية الكفأة.

ومن بين مميزات المقاولات النسائية على مستوى جهة درعة تافيلالت أنها تهتم أساسا بالأنشطة الاقتصادية الملبية لحاجيات الموردين والزبناء المحليين، وملاقاة النساء المقاولات صعوبات تتعلق بالتوفيق بين أعمالهن والأعباء الأسرية.

كما أن أغلب هذه المقاولات النسائية تندرج ضمن المقاولات الصغرى أو المتوسطة، مما يجعلها في حاجة مستمرة للدعم والمواكبة من قبل المؤسسات المعنية بالمجال الاقتصادي بالجهة.

ومن أجل مواجهة هذا الوضع، تم تبني مبادرات على المستوى الجهوي تروم دعم تطوير المقاولات النسائية للتقليص من الفجوة بين النساء والرجال في مجال تدبير المقاولة وإحداث مناصب الشغل وتحقيق الاندماج الاقتصادي.

وقد أطلقت شبكة نساء الأطلس بدرعة تافيلالت، التي تضم أكثر من 60 جمعية، مؤخرا مبادرة تهدف بشكل أساسي إلى النهوض بالمقاولة النسائية وتعزيز حضورها على المستوى الجهوي.

وقامت هذه الشبكة (تأسست في سنة 2010)، خلال السنة الماضية، بعد تنظيمها لملتقى جهوي حول المقاولة النسائية، بإطلاق مبادرة لدعم نحو عشرين من النساء المقاولات أو اللواتي يرغبن في إحداث مقاولاتهن الخاصة في الأقاليم الخمسة بالجهة (الرشيدية، تنغير، ميدلت، ورزازات وزاكورة)، من أجل مواجهة التحديات المطروحة في هذا المجال.

وأكدت رئيسة شبكة نساء الأطلس بدرعة تافيلالت، سعيدة بوطاهر، أن الصعوبات الأساسية التي تواجهها النساء المقاولات في الجهة ترتبط بالولوج إلى التمويل والأسواق والعقار، وكذا التوفر على المعلومات المرتبطة بمجال اهتمامهن.

وأوضحت بوطاهر، فيي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الشبكة تعتبر، بعد 10 سنوات من العمل في مجال دعم النساء، أنه من الضروري تجاوز مرحلة التعاونيات كحل للنساء اللواتي يعشن وضعية صعبة، داعية إلى الاندماج في النسيج المقاولاتي من أجل تعزيز دورهن في التنمية المحلية.

وأبرزت أن الشبكة تهدف إلى ترسيخ ثقافة المقاولة النسائية وتشجيع النساء على إنشاء مقاولاتهن الخاصة، مضيفة أن هذه الهيئة ترغب أيضا في أن تشكل “وسيطا” بين النساء اللائي يرغبن في خوض هذه المغامرة ومختلف الفاعلين الذين يمكنهم مساعدتهن في هذا المسار.

وأشارت إلى أن إنشاء جمعية للنساء المقاولات في درعة تافيلالت، التي تعتبر عضوا في شبكة نساء الأطلس، يندرج في إطار المجهودات المبذولة في هذا المجال، مشيرة إلى أن التفكير انصب أيضا على تبني أفكار لمشاريع تطرحها شابات من الخريجات.

وأضافت بوطاهر أنه يتم التركيز كذلك على سبل تطوير وتحسين جودة المنتجات المجالية التي تهتم بها العديد من المقاولات النسائية على مستوى جهة درعة تافيلالت بهدف مساعدتهن على تسويقها على الصعيدين الوطني والدولي.

وذكرت، في هذا الصدد، أن الشبكة ستنظم، خلال مارس الجاري، مائدة مستديرة بمشاركة خبراء من مختلف القطاعات وعدد من المسؤولين، وذلك بهدف دعم النساء الحاملات للمشاريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *