متابعات

البوليساريو..بولسان المثير للجدل يعود للأضواء

تم مؤخرا تعيين عمر السالك عبد الصمد المعروف ببولسان سفيراً للبوليساريو بكوبا، وكان بولسان يشغل قبل التحاقه بكوبا منصب الأمين العام بما يسمى بوزارة الاعلام.

لكن لماذا يثير بولسان كل هذا الاهتمام؟

 قبل تعيينه سفير ا في كوبا، كانعمر بولسانغير مهتم أو عابئ بمنصبه كأمين عام لما يسمى بوزارة الإعلام، فهو منذ تعيينه في بداية سنة 2016 كان دائم الغياب، بحيث يقضي معظم الوقت  متنقلا بين العاصمة الجزائرية و جزر الكناري، خصوصا بجزيرة تينيريفي و هو المكان الذي يجد فيه الأجواء صالحة لحياة الترف والمجون.

بولسانلم يتقبل أبدا قرار إبعاده عن مكتب كناريا الذي كان بالنسبة له كالدجاجة التي تبيض ذهبا ، و لم يستسغ أن يتم ترحيله للعمل في صحراء تندوف، بعد أن ألف العيش لمدة ناهزت الربع قرن  بجزر الكناري السياحية.

فمنذ تنصيبه أمينا عاما لما يسمى بوزارة الإعلام لم يستسغبولسانالعيش بخيمة و لم يندمج في العمل، وافتعل بعض الأسباب لتبرير عدم قيامه بمهمته.

يذكر أنه في وقت سابق أنيط بعمر بولسان تنفيذ “مخطط شيطاني »، وهو المعروف بين الأوساط التي تتاجر بقضايا حقوق الإنسان في المناطق الجنوبية، لأنه كان يحرك خيوط الفتنة من مقر سكناه بجزر الكناري، حيث يقوم بعمليات تحويل مالية نحو المناطق الجنوبية.

وكان المخطط الذي أنيط  بعمر بولسان يهدف إلى استقطاب أكبر عدد من الشباب، لدعم ما يسمى “القضية الانفصالية” والزج بهم في أنشطة تخريبية ضد رموز ومؤسسات الدولة.

لهذا الغرض، قام بولسان بتأطير النشاطات المساندة للطرف الانفصالي، بتنسيق مع ائتلاف المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا)، الذي ترأسه أمينتو حيدر، إلى جانب “الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، ويترأسها كل من إبراهيم دحان وجيمي الغالية.. كل هذه الجمعيات كان عمر بولسان يسهر على ضمان حصولها على دعم لأنشطتها.

وبحسب مصادر صحراوية فإن الخطة الشيطانية التي رسمتها الجبهة الانفصالية كانت تهدف إلى خوض العديد من الأنشطة التي تمس استقرار البلد واستفزازات ومظاهرات بالمناطق الجنوبية، بل ومدن أخرى من المملكة، من خلال دعم مالي ورواتب شهرية لصالح هيآت تخفي مآربها خلف هذه النشاطات، نجد من بينها الجمعيات وبعض وسائل الإعلام، وبعض الأشخاص، وطلبة، وحتى معتقلين… وتبقى لائحة المعنيين طويلة وتصل حتى جمعيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكشفت هذه المصادر عن نفقات أنشطة بولسان، وهو ما يعطي فكرة عن الأهمية التي توليها البوليساريو، وممولتها الجزائر، لهذا المخطط التخريبي، عبر بنيات تأطيرية ودعائية لحشد الدعم من داخل المدن الصحراوية.وتنشط الجمعيات التي تتلقى دعم البوليساريو في قطاعات خاصة، متخفية وراء قناع تغطية العديد من النشاطات: دعم المعتقلين، النساء، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأطفال، وسائل الإعلام، التجهيز، تنقل الأشخاص (خصوصا التكفل بنفقات السفر إلى الخارج)، ثم أخيرا التنديد بما يسمى “استغلال الثروات الطبيعية”..

من أجل أخذ فكرة واضحة عن المشروع الخبيث الرامي لبث الفتنة في الأقاليم الجنوبية، يكفي فقط القول بأن 17 جمعية تنشط في المدن الصحراوية تتلقى دعما شهريا من البوليساريو، شأنها في ذلك شأن 7 وسائل إعلام، و44 معتقلا، 16 طالبا معتقلا والعديد من الوجوه الانفصالية.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن كلا من أمينتو حيدر، وعلي سالم التامك وسيدي محمد دادش يتلقون شهريا 1850 أورو. حيث بلغ مجموع نفقات شهر شتنبر من سنة 2017: 648 ألف درهم إضافة إلى 15015 أورو، أي ما مجموعه 820.000 درهم شهريا. وهو مبلغ يوزع كتعويضات لرؤوس الفتنة الانفصاليين، الذين يوجد بعضهم خلف القضبان.

وبالإضافة إلى أميناتو حيدر، وعلي سالم التامك، وابراهيم دحان وسيدي محمد دادش، يحصل حسنة عالية على راتب شهري يقدر بـ500 أورو، وإذا ما تمعنا في الأسماء مليا، نجدها وجوها مألوفة تحضر باستمرار لجامعة بومرداس بالجزائر لتعلم تقنيات الدعاية واللعب على سلاح المعلومة وتقنيات تعديل الصور، خصوصا تلك المتعلقة بتزوير الأحداث على أساس أنها عمليات قمع وشطط.

وهكذا، تضيف المصادر، أن الجبهة الانفصالية من خلال بولسان كانت لا تعول فقط على الجمعيات الانفصالية، كـ”كوديسا” لصاحبتها أمينتو حيدر وجمعية إبراهيم دحان، بل يصل الأمر إلى اختراق الأحياء الجامعية، خصوصا بمراكش وأكادير دون إغفال “الحناجر المرتزقة” التي تقوم بإنزال في الوقفات، بل وحتى الأطفال والمعاقين، الذين نجدهم في حي معطى الله بالعيون، في كل مرة حل وفد أجنبي للمناطق الجنوبية.

وتابعت المصادر الصحراوية أن الأفعال التحريضية بالمناطق الجنوبية هي قوام الاستراتيجية التي وضعتها البوليساريو بمباركة جزائرية، وهو أمر تفضحه الشبكة المستفيدة من أموال الدعم، لتعويض المعتقلين، في خطوة لإغراء الآخرين وتشجيعهم على الإقدام بخطوات ضد مؤسسات الدولة، وترفع الجبهة في هذا الصدد شعارا مفاده أنها لا تتخلى عن المعتقلين المتواجدين خلف القضبان، إذ يحصل هؤلاء على الجزء الأكبر من التعويضات الشهرية.

فبالإضافة إلى الاحتضان الجزائري المفضوح، يتكون صندوق تمويل أنشطة «انفصاليي الداخل » الذي يشرف عليه عمر بولسان، من تبرعات صادرة عن منظمات غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومن تجارة الأسلحة والمخدرات والسيارات المسروقة، التي تسطو عليها عناصر البوليساريو بمنطقة الساحل والصحراء، ومن المنظمات غير الحكومية والحكومات الإسبانية ذات الحكم الذاتي، فمثلا خصصت حكومة كاتالونيا 100 ألف أورو  للتمويل، عبر واجهة منظمة غير حكومية تدعى « نوفاكت » تؤكد المصادر نفسها.

وبالرغم من كل ذلك فقد فشل المخططها التخريبي لجبهة البوليساريو ، وعوقب بولسان بتعيينه في منصب عادي، لأنه وضعت رهن إشارته ميزانية ضخمة جدا لم يستطع من خلالها النجاح في زرع “مشاتل انفصالية” لإكمال المخطط التخريبي الذي يحمل توقيع البوليساريو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *