جهويات

زاكورة: انخفاض الفرشة المائية يهدد بمنع زراعة الدلاح

مساهمة منها في تشخيص الوضع الحالي للمياه الجوفية بمنطقة الفايجة المزود الرئيسي لمدينة زاكورة بمياه الشرب، وبهدف تحديد مسببات أزمة المياه الجوفية والاستغلال الامثل لها بهذا المجال، قدمت مؤخرا وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون بمقر عمالة الاقليم ، عرضا حول دراسة  “عقد ” الفرشة المائية لمنطقة الفايجة بزاكورة، تتوفر “مشاهد” على نسخة منها، وتهدف الدراسة الى حماية  وضمان استدامة الفرشة المائية للفايجة، ومشاركة وانخراط كافة الفاعلين في هذا “العقد”، وذلك بغية ارساء حكامة جيدة للموارد المائية، مع اقتراح خطة عمل متفق عليها تبعا لتوصيات المخطط المندمج من اجل حماية الموارد المائية والحفاظ عليها، ووضع الادوات اللازمة لضمان التزام جميع فرقاء عملية اعداد ومراقبة أحكام “العقد”.

وجاء “العقد” تقول الدراسة نتيجة استمرار انخفاض منسوب المياه الجوفية على امتداد كامل الطبقة المائية للفايجة، وظهور بوادر النضوب بأجزاء شاسعة من المنطقة وتفريغ المخزون غير القابل للتجديد ( استهلاك 18مليون متر مكعب من احتياطي المياه الجوفية)، وبالتالي فقدان التوازن المائي، الذي أصبح معه الوضع غير مستدام سواء على المدى المتوسط أو الطويل، نتيجة كون المياه الجوفية أصبحت غير مضمونة لكافة المستعملين تقول الدراسة، واضاف المصدر ذاته، أن الدعوة  الآن أصبحت ملحة لعمل استباقي.

واشارت الدراسة نفسها أن الفرشة المائية للفايجة تمتد على  مساحة 1000كلم مربع وتضم 4 جماعات ترابية :هي ترناتة، البليدة،  والروحا اضافة بلدية زاكورة. وقد حددت وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، 5 خطوات لتنفيذ ال”عقد” المذكور، تبدأ الخطوة الاولى بإعطاء الانطلاقة  وتحسيس الشركاء بأهداف “العقد”، وتقوم الخطوة الثانية على تشخيص الحالة الراهنة واقتراح السناريوهات الامثل لاستغلال الفرشة  المائية، فيما تستهدف الخطوة الثالثة عقد ورشات عمل محلية وجهوية لتقديم نتائج التشخيص والتشاور، بينما تسعى الخطوة الرابعة الى عقد اجتماعات إخبارية بالإقليم لتقريب وجهات نظر الفاعلين، وتختتم العملية بالخطوة الخامسة بتقديم مشروع  عقد الفرشة والاتفاقية الإطار والاتفاقيات المحددة، مع عقد اجتماع جهوي لتوقيع “العقد”.

وحسب الدراسة المشار اليها، تعد المياه الجوفية المورد الوحيد للمياه بمنطقة الفايجة، بمعدل 27 مليون متر مكعب، يستخرج منها 0.8 مليون متر مكعب لمياه الشرب (منطقة دجينيا)، و25 مليون متر مكعب لسقي ازيد من 3500 هكتار  تغطي زراعة الدلاح 80 في المائة منها، متمركزة بأهم نقط السقي (لمغادر ،وبوزكاغ،  وام لعشار، وام الخرط.. )، وشددت ذات الدراسة على انخفاض مستوى الفرشة المائية  منذ 1980 ما بين  5 متر  واكثر من 20 متر ، ولايزال مسلسل الانخفاض مستمرا منذ 2014 الى الآن، مسجلة انخفاضا مهولا  في الانتاجية لطبقة الفايجة من 80 في المائة الى 90 في المائة حيث نضبت  الكثير من الآبار .

وتقول الدراسة ذاتها إن آخر حصيلة للفرشة المائية لسهل الفايجة سجلت عجزا مائيا قدر ب 15مليون متر مكعب حاليا،  بفعل  تضاعف المساحة المسقية مرتين ونصف من 1350 هكتار 2014 الى 3500 هكتار  2019، وتزايد  عدد نقط الماء المجهزة للسقي من 340 بئر سنة 2014 إلى أزيد من 730 بئر سنة 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *