متابعات

إخراس الأصوات المعارضة..صناعة خاصة بجبهة البوليساريو

أضحى إسكات الأصوات المعارضة داخل مخيمات تندوف عملية عادية، فالجهر بأفكار تعارض قناعات وأطروحات جبهة البوليساريو غالبا ما يقود أصحابها إلى الاغتيال أو السجن أو النفي أو إلصاق تهمة العمالة والتخوين في أحسن الظروف.
حدث ذلك منذ تأسيس حركات معارضة متعددة في منتصف الثمانينيات إلى يومنا هذا، ويأتي الإعلان، مؤخرا، عن تأسيس حركة « صحراويون من أجل السلام » ورد فعل قيادة الجبهة ليؤكد قاعدة الاغتيال الجسدي والمعنوي التي انخرطت القيادة المتنفذة لجبهة البوليساريو منذ عقود تجاه المعارضين، بتوجيه جزائري مكشوف لايترك مجالا للرأي الآخر داخل مجال سلطة الجبهة.
وإذا كان تأسيس حركة “صحراويون من أجل السلام »،هو نتاج لافتقاد انفصاليي البوليساريو للمصداقية والشرعية، فإن الأمر يتعلق كذلك ب”حركة بديلة” للبوليساريو، وقوة سياسية مستقلة.
وبحسب متتبعين للشأن الصحراوي، فإن تأسيس حركة “صحراويون من أجل السلام” برره مؤسسوها بكون البوليساريو استنفدت طاقتها، وأصبحت عاجزة عن التجديد، وفاقدة لإرادة الانفتاح على أفكار ومبادرات جديدة.
ويؤكد مؤسسو الحركة أن جميع المبادرات والجهود المبذولة في إطار إشاعة السلام اصطدمت بتعنت وعجرفة قيادة واهنة يحكمها التسلط واللا ديمقراطية.
وتشن قيادة البوليساريو، هذه الأيام، حملة عشواء وتخوينية على هذه الحركة، مستعملة كل وسائل الترهيب في حق أعضائها، كما تسعى ذات القيادة إلى محاصرة المد الشعبي لهذه المبادرة السياسية داخل مخيمات تندوف، خصوصا في أوساط الشباب.
وكان ما يزيد عن مائة من الأطر وكبار المسؤولين السابقين في البوليساريو، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان، قرروا تأسيس إطار سياسي مستقل جديد تحت اسم حركة « صحراويون من أجل السلام ».

ويضم المنخرطون في هذا الإطار أيضا أعضاء ينتمون للمبادرة الصحراوية من أجل التغيير، وهي آخر تيار سياسي حاول لأكثر من عامين المطالبة بإصلاحات داخل جبهة البوليساريو، إلى أن انتهي به المطاف كغيره من محاولات الاصلاح السابقة، بالاصطدام « بتعنت وعجرفة قيادة واهنة وعاجزة، لكنها مرتاحة لوضعية صنعتها، يسودها التسلط والاستبداد واللا ديمقراطية ».
وبالنسبة للمدافعين عن هذا التوجه فإنها « تجربة غير مسبوقة تكسر نموذج البوليساريو الشمولي والراديكالي القديم، وتزرع ثقافة التنوع السياسي الذي كان يفتقر إليها من أجل الوصول إلى مستوى تقدم وحداثة القرن الحادي والعشرين ».
وقالت وثيقة تأسيس الحركة إن هذه المبادرة تعتبر « خيارا سياسيا يراهن على الحلول السلمية ويطمح إلى احتلال مكانه المستحق كمرجع سياسي جديد متحفز بإرادة صادقة للتأثير ايجابيا والمشاركة انطلاقا من رؤى مغايرة في البحث عن حل متوافق عليه ودائم من شأنه أن ينهي مشكل الصحراء ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *