من المرتقب أن تلجأ السلطات في الأفق القريب إلى فتح المقاهي والمطاعم لاستقبال الزبناء في فضاءاتها، وفق تدابير صحية مترتبطة باستمرار وجود كوفيد 19، وطالبت فعاليات جمعوية من خلال تدوينات بعدم الترخيص لتدخين الشيشا في هذه الفضاءات، واعتمدت مطالب هذه الفعاليات على عدد من الدراسات العلمية ذات الصيت العالمي وهي الدراسات التي اعتمدت عليها عدد من البلدان لمنع تناول الشيشا في المقاهي.
فقد أثبتت دراسات مستقلة أن التدخين على أنواعه يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ، من خلال تكرار حركات الاتصال بين الوجه واليدين، ومن خلال مشاركة مختلف أجزاء الشيشا (حجرة المياه، والنربيش، والقطعة البلاستيكية التي توضع في الفم)، ومن خلال ضرب مبدأ التباعد الاجتماعي بعرض الحائط، وتدني المناعة، وزيادة الاستعداد لعدوى الجهاز التنفسي. كما وأن الشيشا بطبيعتها تعزز بقاء الكائنات الجرثومية الحية فيها، مهما اختلفت وتشددت أساليب تنظيفها.
وذهبت هذه الدراسات إلى أن التدخين يزيد من خطر حدوث مضاعفات شديدة بين مرضى كوفيد-19 ب 1.4- 1.45 مرة ومن احتمالات تقدم حالات كوفيد-19 بحوالي 1.73-2.25 مرة أكثر بين المدخنين، من غير المدخنين. كما وان لدى المدخنين خطر أعلى بحوالي 2.4 مرة من الحاجة إلى أجهزة التنفس، والحاجة إلى العناية المركزة، أو الوفاة في حال الإصابة بـ كوفيد-19، ولوحظ ازياد نسبة وفيات مرضى كوفيد-19 المدخنين بحوالي 38.5٪ مقارنة مرضى كوفيد-19 غير المدخنين.
من جهة أخرى قالت دراسات اقتصادية أخرى إن البلدان التي طبقت حظر التدخين في القطاع السياحي زادت إيراداتها (كتركيا بنسبة 5٪ وقبرص بنسبة 6.4٪) أو لم يكن لديها تغييرات في الإيرادات (كالنرويج والولايات المتحدة وأستراليا).
وقالت الحمعيات إن ظاهرة تدخين الشيشا أصبحت أمرا مألوفا في أوساط الشباب، حيث تناسلت في أحياء المدن الصغرى والكبرى مقاهي تناول الشيشا بشكل ملفت للنظر، والتمست هذه الجمعيات من الولاة والعمال اعتبار مواجهة فيروس كورونا مناسبة لإصدار قرارات لمنع الشيشا حفاظا على الصحة العامة للمواطنين.