متابعات

الدكتور حسن حمائز .. مفرد بصيغة الجمع

ترجل عن صهوة جواده في تسيير كلية “اللغات والفنون والعلوم الإنسانية” بآيت ملول، ليهدي زمامها ويسلم مقاليدها لخلفه على طبق من ذهب وقد غدت كالبنيان المرصوص. إنه المفرد يصيغة الجمع، حسن حمائز، العميد السابق بالنيابة لذات الكلية. ذلك الرجل الذي قدر له أن يتحمل مسؤولية تسيير هذه المؤسسة الجامعية الجديدة وهي ما تزال في حكم المواليد الخَوَادِج.

 

كانت لياليه تتمطى بصلبها وتردف أعجازها وتمضي متثاقلة بطيئة الكواكب. فمن فرط ما كان يكابده فيها من سهاد وأرق التخطيط والإعداد، يخال المرء أن نجم فجرها غير آئب. وما إن ينجلي دُجَى الليل وتنبلج بواكير إشراقات الصباح حتى تستحث همته معركة البناء والتشييد التي أرته نابا من العسر أعصلا. لكن هيهات أن توهن الصعاب عزيمته أو يرف له جفن دون تحقيق النتائج التي سهر الليالي في التخطيط لها. فلله در أبي القاسم الشابي إذ صدح بالقول أن العيش بين الحفر ما كان أبدا ثواب عاشقي صعود الجبال.

 

لم يكن النجاح الذي حققه حمائز في تسييره لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بوصفها ضيفا حديثا على الهندسة البيداغوجية الجديدة للتعليم العالي نجاحا وليد الصدفة، فرصيد الرجل من الكفاءة الأكاديمية والمهنية وإمساكه بنواصي التقنيات الحديثة في المجالين الإداري والبيداغوجي، أهلاه ليكون ممن يعملون العمل فيتقنونه.

 

أما البداية فكانت بهندسته غير المسبوقة لإدماج تخصص الصحافة والإعلام في منظومة التكوين الجامعي بعدما كان هذا التكوين حكرا على معهد رسمي يتيم وبعض المعاهد الخاصة هنا وهناك. فكان أن أنشأ الإجازة المهنية في التحرير الصحفي ليعضدها بماستر في التحرير الصحفي والتنوع الإعلامي. ولتعميق الخبرات الأكاديمية والمهنية لطلبته أسس حمائز المرصد الجامعي للدراسات والأبحاث حول الإعلام والإتصال ليكون الحاضنة المؤسساتية للمنتدى الدولي للإعلام الذي يشرف على تنظيمه بشكل دوري بمدينة أكادير. ليتوج بعدها مسيرة نجاحاته بعقد اتفاقية شراكة مع معهد الجزيرة للإعلام يستفيد بموجبها طلبته من دورات تدريبية يشرف عليها أبرز الكوادر الإعلامية لشبكة الجزيرة القطرية.

 

الحديث عن الدكتور حسن حمائز، حديث عن هرم من أهرامات التعليم العالي ببلادنا، هرم بدأ مسيرته بنيل دكتوراه الدولة في لسانيات اللغة العربية التي كد في تدريسها لطلبته على مدى سنوات منحته الأولوية ليتبوأ مقعد منسق شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير التي عين أيضا نائبا لعميدها.

 

أما الخزانة الوطنية فقد اغتنت بدورها بالإسهامات الأكاديمية المتميزة لهذا العلم، وعلى رأسها مؤلفاته حول موضوعات التنظير المعجمي والتنمية المعجمية في اللسانيات الحديثة والاتصال الجماهيري والتنوع الإعلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *