كواليس

تارودانت: بعد ضجة افتتاح المركب الثقافي..هذه حقيقة ماجرى

بعد الضجة التي واكبت حفل مراسيم افتتاح المركب الثقافي بتارودانت، والتعليقات التي رافقت “مقطع” من الحوار الذي دار بين عبد اللطيف وهبي باعتباره رئيسا لجماعة تارودانت والمدير الاقليمي للثقافة، ارتأت “مشاهد” تسليط الضوء على هذا الموضوع والأسباب الكامنة وراء إغلاق المركب امام العموم من طرف المجلس الجماعي السابق.

ماذا جرى؟

حاولت “مشاهد” استجماع آراء عدد من الحاضرين لحفل افتتاح المركب الثقافي بتارودانت، الذي حضره وزير الثقافة ورئيس جماعة تارودانت بالاضافة إلى شخصيات أخرى، ومتابعة سيرورة الأحداث الهامة التي رافقت إنجازه وعدم افتتاحه لما يزيد عن 7 سنوات رغم انتهاء الاشغال به.

اعتبرت مصادر مطلعة، أن كلام عبد اللطيف وهبي الموجه لمندوب الثقافة يرجع بالأساس إلى إصرار هذا الأخير على تحويل جزء كبير من المركب إلى مقر لمندوبيته، مستندا على ذلك بالاتفاق الذي تم بينه وبين الرئيس السابق للجماعة، حيث تم عقد لقاء في فبراير من سنة 2020، وتم الاتفاق على تحويل مقر المندوبية الى المركب الثقافي الجديد، حيث استنكرت جمعيات مدنية بتارودانت، آنذاك، هذا الأمر، واعتبرته مخالفا لمضامين الاتفاقية التي أطرت مجال التعاون بين وزارة الثقافة وجماعة تارودانت فيما يتعلق بانشاء المركب الثقافي.

ومعلوم أن المركب الثقافي هو ملك جماعي تم انجازه بشراكة مع وزارة الثقافة، حيث نصت بنود اتفاقية الشراكة على التزامات الجماعة ووزارة الثقافة، مع تحديد إدارة مستقلة يعهد اليها تسيير هذا المرفق العمومي.

والغريب في هذه القضية أن الجماعة، صاحبة مشروع بناء المركب الثقافي، اعطت موافقتها لتحويل جزء من المركب الثقافي إلى ادارة دائمة لمندوبية الثقافة عكس ماهو مسطر في اتفاقية الشراكة التي تجمع بين الجهتين.

بالمقابل، اعتبر المندوب الاقليمي، نظرا لقربه من مسؤولي جماعة تارودانت في الولاية السابقة، موقف وهبي الرافض لتحويل جزء من المركب لإقامة مقر للمندوبية أنه يستهدف شخصه، وحاول عبر رفضه تخصيص جزء من المركب للموسيقى، عبر رفض ادخال الالات الموسيقية والرياضية للمركب، والتي اقتناها الرئيس وهبي من ماله الخاص بالإضافة إلى آليات للرياضة، وبالتالي توقيف مراسيم افتتاح المركب من خلال اختلاق مشاكل جانبية.

وفي هذا الإطار، أكد مصدر آخر، أن ما يتم تداوله على وسائط التواصل الاجتماعي من فيديوهات توثق لنقاش بين الرئيس وهبي ومندوب الثقافة، لا يعدو أن يكون إلا نقاشا بثر من سياقه، وليس تحقيرا كما زعم البعض، ذلك أن وهبي تشبث باستفادة أبناء تارودانت من الآلات الموسيقية والرياضية والتي اشتراها من ماله الخاص لفائدة المركز.

“لعنة” المطالبة بافتتاح المركب الثقافي ..تستمر

تعثر افتتاح المركب الثقافي بتارودانت، كان من الاسباب التي دفعت بعبد الجليل مسكين، البرلماني السابق عن البيجيدي، إلى تقديم استقالته من مهامه التنظيمية كمسؤول عن محلية العدالة والتنمية بتارودانت،بعد الضجة التي رافقت السؤال الشفوي الذي وجه حول موضوع المركب الثقافي بمدينة تارودانت، والذي اعتبره رئيس جماعة تارودانت، آنذاك، تشويشا على عمل الحزب بجماعة تارودانت.

وكان هذا السؤال الذي وجه البرلماني يحمل مغالطات، حسب رد وزير الثقافة، خاصة دواعي وأسباب عدم افتتاح المركب الثقافي الذي يعد من أهم المشاريع الثقافية بالمدينة، معتبرا أن وزارة الثقافة هي السبب الرئيس في عدم افتتاحه، فيما حمل الوزير المسؤولية لمسيري الجماعة.

وأمام رد وزير الثقافة اعتبر البرلماني مسكين أن جهات داخل الحزب بالمدينة مدته بمعلومات مغلوطة حول هذه المركب مما وضعه في موقف حرج. كما أن هذا الامر دفع بالكاتب الاقليمي للبيجيدي إلى توجيه استفسار للبرلماني السابق مسكين حول مضامين سؤاله، والذي اعتبره المسؤول الأول عن الحزب بالإقليم مساسا بصورة المجلس بلدية تارودانت.

ومن جهة أخرى، كان المجلس الجماعي لتارودانت قد أقر في سنة 2007 انشاء مركب ثقافي بمواصفات عالية تستجيب لمكانة مدينة تارودانت ثقافيا وحضاريا، وقد تم اتمام اشغال البناء قبل 2015، إلا أن وصول البيجيدي لرئاسة مجلس تارودانت، علما أن الرئيس السابق للمجلس هو نائب للرئيس وهبي في الولاية الحالية، تمخض عنه الامتناع عن افتتاح هذا المركب الثقافي لأسباب مجهولة لحد الساعة. وكان هذا الموقف أحد الاسباب الكامنة وراء الهزات التنظيمية التي عاشها حزب البيجيدي بتارودانت قبل الانتخابات الجماعية الأخيرة.

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *