متابعات

زيارة محمد الخامس لمحاميد الغزلان..أية دلالات راهنة؟

يخلـد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الجمعة، الذكرى 64 للزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس لمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة يوم 25 فبراير 1958، حيث استقبل وجهاء وشيوخ وممثلي القبائل الصحراوية لتجديد البيعة والولاء، وجسد في خطابه التاريخي بالمناسبة مواقف المغرب ومواصلة نضاله من أجل استكمال وحدته الترابية.

وذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بهذه المناسبة، أن الزيارة الملكية كانت تعبيرا واضحا وقويا عن عزم الشعب المغربي بقيادة العرش على استكمال استقلاله، وحرصه على المضي قدما لاسترجاع أراضيه المغتصبة.

وأبرز أن ذلك أكده بشكـل صريح الملك محمد الخامس في خطابه إلى سكان محاميـد الغزلان، ومن خلالهم إلى الشعب المغربي والعالم أجمع حيث قال “سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا، وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة”.

وقالت المندوبية “لقـد كشف الملك الراحل الحسن الثاني عند زيارته لمحاميد الغزلان يوم 11 ابريل 1981، في خطابه بالمناسبة عن المضامين السياسية لزيارة والده، وعن الدلالات التاريخية العميقة التي يرمز إليها هذا الحدث الوطني المجيد”.

وأضافت أن محمد الخامس أعلن فور عودته مظفرا منصورا من المنفى السحيق إلى أرض الوطن، يوم 16 نونبر 1955 حاملا إلى الشعب المغربي بشرى الحرية والاستقلال، حرصه على إعادة بناء الكيان الوطني على أسس الاندماج بين مناطقه وأقاليمه وتحطيم الحدود الوهمية المصطنعة الموروثة عن العهد الاستعماري. فقبل أيام من زيارته لربوع ورزازات وزاكورة، ألقى جلالته رحمه الله خطابا بعرباوة يوم 16 فبراير 1958.

وبقدر ما كانت هذه الزيارة الملكية تجسيدا للعلاقات القائمة على امتداد قرون بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي، بقدر ما كانت تأكيدا وتثمينا لنضال وإصرار أبناء المناطق الجنوبية من أجل التحرير والوحدة الترابية والوطنية.

وأكدت المندوبية أن المعارك البطولية التي خاضها جيش التحرير بالجنوب المغربي، الذي شكل أبناء الأقاليم الصحراوية عموده الفقري، تظل منقوشة في السجل التاريخي لهذه الأمة بمداد الفخر والاعتزاز، وهي المعارك التي برهنت فيها ساكنة هذه الربوع الأبية من الوطن عن قدرة فائقة على الجهاد والتضحية والفداء، مكرسين بذلك تقاليد الكفاح الوطني التي أسسها أسلافهم عبر الحقب والعصور، والتي لم تكن ملحمة معارك بوغافر بجبل صاغرو سنة 1933 إلا واحدة منها.

ولقد جنى المغرب ثمار كفاحه المستميت والموصول حيث تم استرجاع مدينة طرفاية في 15 أبريل سنة 1958، ومدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969، كما تم تحقيق الهدف بفضل المسيرة الخضراء التي أعلن عنها يوم 16 أكتوبر 1975، داعيا الشعب للتوجه إلى الصحراء المغربية في مسيرة شعبية سلمية سلاحها القرآن لاسترجاع الحق المسلوب ولصلة الرحم بإخواننا وأبناء عمومتنا حيث كان في مقدمة طلائع المتطوعين أبناء الأقاليم الجنوبية وضمنهم أبناء منطقة محاميد الغزلان وإقليم زاكورة المجاهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *