متابعات

غوفرين: هذا هو الفرق بين العلاقات الإسرائلية-المصرية والإسرائيلية-المغربية

أجرت مجلة “جويش إنسايدر” لقاءً مع القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في المغرب ديفيد غوفرين على خلفية التقارب المتزايد بين البلدين ولا سيما بين الشعبين المغربي والإسرائيلي.

وتأتي هذه المقابلة بمناسبة مشاركة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في قمة النقب جنوب إسرائيل والتي جرت على مدار يومين، الأحد والإثنين 27-28 مارس، وجمعت مندوبين عن ست دول هي إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والإمارات والمغرب والبحرين.

تم تعيين غوفرين ليشغل مهام القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في المغرب بعد شهر واحد فقط من اتفاق البلدين على إقامة علاقات كاملة ومفتوحة في دجنبر 2020، ويعمل السفير على إنشاء بعثة دبلوماسية تعمل بكامل طاقتها، ناهيك عن بناء علاقات بين الشعبين، الأمر الذي من شأنه تعزيز السلام الدافئ والنابض بين الدولتين.

غوفرين المخضرم في السلك الدبلوماسي الإسرائيلي والمتحدث باللغة العربية بطلاقة، يعي جيدًا الفرق بين السلام الدافئ وبين ما هو على غير ذلك. فغوفرين عمل سفيرًا سابقًا في مصر، من 2016 إلى 2019 كما عمل أيضًا كسكرتير أول في القاهرة بين 1994-1997 ومن هنا باستطاعته الإشارة إلى التباين الكبير عند المقارنة بين علاقات إسرائيل مع الدولتين العربيتين.

“على المرء أن يضع في اعتباره أن إسرائيل ومصر قد انخرطتا في خمس حروب، والأمر ليس كذلك بالنسبة لإسرائيل والمغرب” زد على ذلك أن الشرائح القوية في المجتمع المصري – الناصريون والإسلاميون – ظلت تشكل عقبة أمام قدرة مصر على تطوير علاقات شخصية أفضل مع إسرائيل.

وتابع: “ولم تنشأ أيضًا علاقات ثقافية بين إسرائيل ومصر، هذا أمر مؤسف لأن العلاقات الثقافية هي التي بالفعل تجمع الناس معًا.”

خلال الفترة القصيرة التي قضاها في المغرب، ركز غوفرين على بناء تلك العلاقات الثقافية والشعبية. ابتداً من ندوة للقادة الشباب، الشهر الماضي في مراكش، إلى مهرجان المرأة اليهودية في مدينة طنجة المتوسطية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، مشيرًا إلى أن الأمر كان سهلا.

“قبل وصولي، انحسرت توقعاتي عند مستوى محدد لكن بعد وصولي، لاحظت أن الواقع يتجاوز ذلك بكثير. هناك الكثير من الحماس والناس هنا متحمسون للغاية ومتشوقون لزيارة إسرائيل “.

وبالفعل، تلقى القسم القنصلي الجديد، الذي لم يكن موجودًا قبل وصول غوفرين، استفسارات وطلبات لا تنتهي من المغاربة الراغبين في زيارة إسرائيل. وبدأت الخطوط الجوية الإسرائيلية رحلات مباشرة إلى المغرب في الصيف الماضي، وكانت أول شركة طيران مغربية قد عقدت رحلتها الافتتاحية من الدار البيضاء، قبل أكثر من أسبوع بقليل.

وأوضح غوفرين أن ما يميز المغرب عن الدول العربية الأخرى هو أن “الشعب المغربي يقدر جيدًا أهمية السلام مع إسرائيل ويشعر بالارتباط مع اليهود بسبب تواجد هؤلاء على مر العهود في المغرب كنسيج أصلاني”.

قال غوفرين: “في المغرب، كان الوجود اليهودي موضع ترحيب من قبل الملوك لسنوات عديدة، و الملك محمد السادس داعم ومشجع للغاية فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل”. “وعلينا أن نضع في اعتبارنا أن القادة يلعبون دورًا في توجيه الرسائل إلى مواطنيهم”.

وحول القضية الشائكة المتمثلة في الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، والتي كانت نقطة خلاف للعديد من الدول العربية ومنعتهم من تطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ عقود، قال غوفرين إن الموضوع لا يحظى بأهمية طاغية في المغرب. كانت هناك حفنة من الاحتجاجات ضد استئناف العلاقات مع إسرائيل في دجنبر 2021، ولكن بعد الانتخابات الوطنية الأخيرة في البلاد، أصبحت أقوى الأصوات المعارضة للتطبيع مع الدولة اليهودية في إشارة إلى الإسلاميين على الهامش الآن.

خلال فترة زمنية قصيرة منذ وصوله إلى العاصمة الرباط، استقبل غوفرين مجموعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين بدءاً بوزير الخارجية يائير لابيد إلى وزير الأمن بيني غانتس، فوزيرة الاقتصاد أورنا باربيفاي. وقال غوفرين “إن هذه الزيارات مهدت الطريق لتعاون أقوى وأعمق”.

واختتم المسؤول المقابلة بالقول “لقد أنجزنا الكثير خلال العام الماضي”، ووعد بزيارة لمسؤول مغربي رفيع لإسرائيل من المرجح أن تتم قريبًا جدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *